قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى:
(فيداه ـ سبحانه ـ سحاء الليل والنهار، وخيره في جميع الأوقات مدرارا ، يفرج كربا،ويزيل غما ، ويغني فقيرا أو يفك أسيرا ، ويجبر كسيرا ، ويجيب سائلا ، ويعطي فقيرا عائلا، ويجيب المضطرين ويستجيب للسائلين وينعم على من لم يسأله ويعافي من طلب العافية ولا يحرم من خيره عاصيا، بل خيره يرتع فيه البر الفاجر، ويجود على أوليائه بالتوفيق لصالح الأعمال ثم يحمدهم عليها ، ويضيفها إليهم وهي من جوده ويثيبهم عليها من الثواب العاجل والآجل ما لا يدركه الوصف ولا يخطر على ال العبد ، ويلطف بهم في جميع أمورهم ، ويوصل إليهم من الإحسان يدفع عنهم من النعم ما لا يشعره بكثير منه ، فسبحان من كل النعم التي بالعباد فمنه، وإليه يجارون في دفع المكاره ، وتبارك من لا يحصي أحد ثناء عليه ، بل هو كما أثنى على نفسه وتعالى من يخلو العباد من كرمه طرفة عين، بل لا وجود لهم ولا بقاء إلا بجوده.
وقح الله من استغنى بجهله عن ربه ، ونسبه إلى ما لا يليق بجلاله بل لو عامل الله اليهود القائلين تلك المقالة ، ونحوهم ممن حاله كحالهم ببعض قولهم لهلكوا ، وشقوا في دنياهم ، ولكنهم يقولون تلك الأقوال،وهو تعالى يحلم عنهم ويصفح ، ويمهلهم ولا يهملهم ) [ص238]
0 التعليقات:
إرسال تعليق