الاثنين، 11 يوليو 2011

كلمة مختصرة حول السحر والسحرة

[السحر هو عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه ، أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور أو قلبه أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة ، منه ما يقتل ، وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يبغض احدهما إلى الآخر أو يحبب بين اثنين]  [المغني (10/104)]
جماع كل هذا اتفاق بين الساحر والشيطان وحاصله هو الكفر بالله عز وجل حتى يتم للساحر ما يريد ويقوم الشيطان بتطبيق أوامره ، يقول الإمام ابن القيم  رحمه الله: [وهو مركب من تأثيرات الأرواح الخبيثة وانفعال القوى الطبيعية عنها] [زاد المعاد في هدي خير العباد (4/75)]
فالساحر كافر محارب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قال الله تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)}[البقرة:102]
[فدلت هذه الآيات الكريمة على أن السحر كفر ، وأن السحرة يفرقون بين المرء وزوجه ، كما دلت على أن السحر ليس بمؤثر لذاته نفعا وضرا ، وإنما يؤثر بإذن الله الكوني القدري .كما دلت الآية الكريمة على أن الذين يتعلمون السحر إنما يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ، وأنه ليس لهم عند الله من خلاق أي: من حظ ونصيب][مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ ابن باز(3/286)].
و هذه الآية [البقرة:102] تدل على أن السحر كفر من عدة أوجه، مع الآية التي بعدها، وقد أجملها العلامة صالح الفوزان حفظه الله وشفاه فقال:
[أولا: قوله:{ وما كفر سليمان } أي ما عمل السحر لأن السحر كفر ولا يليق بنبي الله.
ثانيا: قوله:{ ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر}دل على أن تعليم السحر كفر، وأنه من تعاليم الشياطين، وأنه ليس من تعاليم الأنبياء عليهم السلام.
ثالثا: قوله{وما يعلمان من أحد} يعني الملكين، {حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر} أي لا تتعلم السحر فتكفر، فمن تعلم السحر كفر.
رابعا: قوله تعالى{ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق}إنما هذا في حق الكافر لأن الكافر ليس له نصيب في الآخرة أي الجنة، فدل على أن السحر كفر يمنع من دخول الجنة.
خامسا: قوله تعالى:{ ولو أنهم آمنوا واتقوا} هذا دليل على أن السحر ينافي الإيمان والتقوى.
فهذه مواضع من الآيات كلها تدل على أن تعلم السحر وتعليمه كفر، وأن من استبدله قد استبدل الكفر بالإيمان فصار كافرا ، وأنه ليس له نصيب من الجنة ، وأن من تعلم السحر انتفى عنه الإيمان{ولو أنهم آمنوا واتقوا}دل على أن السحر ينافي الإيمان وأنه ناقض من نواقض الإسلام ][دروس في شرح نواقض الإسلام ص 148ـ149 ].

فالسحر آفة الآفات،ومفرق الجماعات، وهادم الأسر و المجتمعات، وأشد المنكرات فتكا بالدين والدنيا ، فالسحرة معول هدم في المجتمع يهدمون عقائد المسلمين بسحرهم وطلاسمهم ، فقد دمروا البيوت الآمنة ، وشتتوا الأسر المطمئنة، وذلك مقابل دريهمات يتقاضونها من ضعاف النفوس الجبناء الذين يحبون ويتشفون برؤية هؤلاء المسحورين والشياطين تصرعهم بالليل والنهار وهم يعانون من آثار السحر، فكم من عزيز أذلوه و كم من شريف وضعوه ، وكم من لئيم رفعوه كل ذلك بإذن الله{ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}هذا المسخ البشري هو المعين الأول للشيطان الرجيم ، وكل بلاء وكل شر يأتي من هذا الساحر الخبيث ، هذه الشرذمة الفاسدة الخبيثة اتخذت على نفسها العهد أن تكون مركزا من مراكز الدعوة إلى الشرك بالرحمن جل وعلا ، كيف لا يكونوا كذلك والنبي صلى الله عليه وسلم  يقول: (( من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد))   رواه أبو داود وصححه الألباني
أما من أتاه ليسأله عن حظه غير مصدق له ، قال صلى الله عليه وسلم ((من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوما )) رواه مسلم.
بل أفتى علماؤنا الأجلاء  حفظهم الله ورعاهم  بأن الذي يطلع على مواقع الإنترنت أو يشاهد في القنوات الفضائية إلى ذلك البصار أو المنجم أو الكاهن من باب التسلية فإنه يقع في هذا الوعيد.
وقد سئل سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ السؤال التالي:
ما حكم الاستماع إلى ما يسمى بالأبراج علما أنني أسمع إليها ، ولا أعتد بها ، فهل في هذا مخالفة شرعية أولا أفتونا مأجورين؟
فأجاب:[النبي صلى الله عليه وسلم يقول:<<من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد >> أخرجه جماعة من الأئمة من طرق يعضد بعضها بعضا فهو ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم  وهذا وعيد شديد لمن أتى الكاهن أو العراف فصدقه فيما يقول مما فيه ادعاء لعلم الغيب والأبراج من جنس هذا العمل ففيها ادعاء  لعلم الغيب فلا يجوز الاستماع لها، ومن استمع لها وصدقها فيخشى عليه من الدخول في الوعيد السابق ، عصمنا الله وإياكم من أسباب سخطه] [مجلة البحوث الإسلامية العدد77 ص 69 ]
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في حق المصدق<< كفر بما أنزل على محمد >> فكيف بالمؤتى إليه يقول النبي: صلى الله عليه وسلم << من علق تميمة فقد أشرك>> رواه الإمام أحمد.
 فما بال الذي يكتبها؟! ويأمر الناس أن يعلقوها على أبدانهم وأبدان أبنائهم وقد كتبت بالطلاسم والرموز والكفر بالله جلا وعلا وغير ذلك وسوف يأتي بإذن الله توضيحه أكثر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق