إن شهر رمضان أشبه ما يكون بالضيف الحبيب، والزائر الأريب: لا تُمَّلُ صُحبته ولا تُسْتَثْقَلُ مُجَالَستُه...
ومن عجـب أني أحن إليهـم .. وأسأل عنهم من لقيت وهم معي
وتطلبهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلـبي وهم بين أضلعي
لقد هب نسيم رمضان فألهب الشوق وزاد من الاشتياق، فاشرأبَّت لحلوله الأعناق.
إنه شهر ليس كباقي الشهور: ينبعث من أيامه ولياليه النور...
إنه شهر الفرحة والسرور، والغبطة والحبور...
طفح السرور علي حتى إنه ... من عظم ما قد سرني أبكاني
أن يبلغك الله شهر رمضان: هذا اصطفاء من رب الأرض والسماء...
فما عليك إلا شكر الشَّكور، وطلب العفو والمغفرة من الرحيم الغفور...
إنه شهر اشتاق له العُبَّاد وتمنى حلوله الزُهَّاد...
فإذا لقوه والتقوه، عانقوه وقبلوه وفؤادَهم منحوه وبخلاب قلوبهم دثروه..
إنه شهر تُضاعف فيه الحسنات، وتُرفع فيه الدرجات، وتُكَفَّر فيه السيئات، فأيُّ منة أعظم من هذه يؤملها المؤمنون والمؤمنات...
إذا رمضان أتى مقبلا ... فاقبل فبالخير يستقبل
لعلك تخـطئه قابـلا ... و تأتي بعذر فلا يقبل
لقد كان الأولون ـ زمانا وحالا ـ حياتهم كلها مع رمضان : نصف العام الأول دعاء أن يبلغهم رمضان.. والنصف الثاني أن يتقبل منهم رمضان = فحياتهم رمضانية تؤمل رضى رب البرية سبحانه وتعالى...
0 التعليقات:
إرسال تعليق