الخميس، 27 نوفمبر 2014

كتابي: الدرر البهية في الخطب المنبرية


فهذا مجموع نافع، ومؤلف مفيد، جمع نصائح متنوعة..توجيهات مفيدة، وإرشادات سديدة..وأصل هذه المؤلف خطب ألقاها شيخنا الدكتور عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله، فاستأذنت فضيلته في جمعها وترتيبها والتعليق على بعض المواضع منها فما كان من الشيخ إلا الموافقة، جزاه الله خيرا.
وكان ذلك في بيت شيخنا العلامة عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله بالمدينة النبوية عصر يوم الجمعة 4جمادى الثانية 1435 هـ الموافق لـ 4 أفريل 2014.

تابع القراءة ....

خاطرة: هل يحبها؟!



تفاجئنا في بعض شوارعنا وحدائقنا..فتاة ترتمي في أحضان شاب يعانقها..يقبلها..يفعل معها ما يفعل الرجل مع زوجته..
فلا تراها تبالي بالأخطار و لا أنظار المارة والزوار:﴿ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾.
تراها و كأنها دمية يقلبها كيف يشاء..ويزداد يقينه لحظة لحظة أنها حمقاء..
إن المرأة في الإسلام قمة علياء بل هي سماء سماء..
هي قمة جبل..لا يصل إليها الخبل..
هي قمته و ليست سفحه تدوسه أقدام الذئاب..وتسال عليه لعاب الكلاب...
هل يحبها؟!
لا! و ألف لا!
هي في نظره سلعة ساقطة..رخيصة هابطة..لعبة في يد فاجر..بها يلعب و بعفتها يتاجر..فإذا قضى حاجته..وحقق مشروعه!!
لفظها لفظ النواة..ورماها رمي القذاة..
لو أحبها لسترها.. لخطبها.. لتزوجها.. و حقق أمنيتها (الزواج)..﴿ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا﴾...هي في نظره خائنة ماجنة:
خائنة: لربها..لدينها..لأبيها ..لأخيها...
ماجنة: لا تؤمن إلا بتحقيق شهواتها..و نزواتها ..مطيعة لشيطانها ..عاصية لربها..
أختاه..أنت أغلى من أن يكون هذا حالك..و إلى ما ذكرنا مآلك..
فاحذري و عي..حتى لا تخدعي.. 

تابع القراءة ....

خاطرة:أنت مسؤول...قلها بلا تردد أختي إني أحبك



إِنَّ مِنْ أَخْطَائِنَا الشَّائِعَة، وَهَفَوَاتِنَا الذَّائِعَة الضائعة: التفريط في مشاعر (الأخت) الشقيقة ..الرفيقة.. كبرت أو صغرت..
فَيُنْظَرُ إليها على أنَّها عاملة جاهلة: فلا نداء إلا بـ (اسمعي)، و لا خطاب إلا بـ (لا تفعلي)..
فتصبح وتمسي و كأنها كائن حي مجرد عن الأحاسيس، وإن كانت في الحقيقة (بحر حب) تلاطمت فيه أمواج الأحزان، وتكسرت عليه لجج الأشجان، فتحطم من عليها قوارب الحياة والنجاة..
هي حديقة غناء..روضة روعاء، ولكنها دفنت في صحراء..صحراء الإهمال بين صخور الإغفال..
وقد تستمر هذه المعاناة أياما و تتوالى أعواما..والأخ في غفلة عن هذا وذاك..ولكنه قد يستيقظ من سباته، ويسفيق من نومته إلا بعد أن ينزل عليه الخبر كالصاعقة على رأسه و أن أخته وقعت في حب فلان أو عشق علان...
ولكن أنت مسؤول...نعم مسؤول..
تقع المسكينة في شباك ذئب بشري يأسرها و يملكها بكلمة من أربعة حروف (أ ح ب ك)..تجدها وهي تستمع و تستمتع في خشوع وخضوع..
فهي لم تسمعها من أب شغلته الدنيا بأشغالها وشواغلها فظن التربية (غذاء، كساء، دواء)..
ولم تسمعها من أخ متكبر متجبر ظن أن رجولته في تسلطه على أخته بأوامره ونواهيه..وهذا ليس قدحا و إنما وصف بما فيه..
إنني لا أريد أن أبرئها بفعلها و فعلتها فـ«الحلال بين، والحرام بين».
ولكن الصراحة تستلزم أن نكون أحيانا في (قفص الاتهام) لتصحيح أخطائنا و هفواتنا و زلاتنا..
إن الحب ليداوي علل الأفهام ..كما يداوي الدواء علل الأسقام..
فتنبه أيها النبيه ، وافقه أيها الفقيه...فلا للفجوة ولا للجفوة..

تابع القراءة ....

الجمعة، 21 نوفمبر 2014

تأملات و وقفات مع :رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا.



الحمد لله وحده، و الصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن من أجل العبادات، وأعظم القربات، عبادة عظيمة، ومنقبة كريمة، تكتب بها الحسنات، وتمحى بها السيئات، وترفع بها الدرجات، وينال بها رضا رب البريات جل جلاله.
إنها المحافظة على الأذكار، بالليل و النهار، فإنها من صفات العباد الأخيار، المؤمنين الأبرار، سيما ما ثبت عن النبي المختار صلى الله عليه وسلم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
«لا ريب أن الأذكار و الدعوات من أفضل العبادات ، والعبادات مبناها على التوقيف و الاتباع لا على الهوى والابتداع، فالأذكار والأدعية النبوية هي أفضل ما يتحراه المتحري من الذكر والدعاء ، وسالكها على سبيل أمان وسلامة ، والفوائد والنتائج التي تحصل لا يعبر عنه لسان ، ولا يحيط به إنسان ، وما سواها من الأذكار قد يكون محرما وقد يكون مكروها ، وقد يكون فيه شركا مما لا يهتدي إليه أكثر الناس وهي جملة يطول تفصيلها»«مجموع الفتاوى »(22/510).
ولقد وردت النصوص الكثيرة والعديدة في فضل ذكر الله تعالى، ونكتفي بآية وحديث:
قال الله تعالى:﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ﴾ [البقرة:153].
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبِّئُكم بخير أعمالِكم، وأزكاها عند مَليكِكم، وأرفعها في درَجاتِكم، وخيرٌ لكم من إنفاق الذهبِ والورِق، وخيرٌ لكم من أن تلقَوا عدوَّكم فتضرِبوا أعناقَهم ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: ذكر الله» رواه الترمذي و ابن ماجة، وصححه الألباني.
ومن الأحاديث العظيمة في هذه الباب ذكر من الأذكار، وردت فيه فضائل كبار، ومزايا غزار، وهو قول القائل:«رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً»:
1/ غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ:
عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:«مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ » رواه مسلم.
2/ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ:
عن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: « مَنْ قَالَ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ».
3/ ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ:
عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً » رواه مسلم.
4/ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَقُولُ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِى ثَلاَثَ مَرَّاتٍ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِيناً وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ » رواه أحمد، و أبو داود و الترمذي.
معنى رضيت بالله ربا، بالإسلام دينا، و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا:
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله:
«و قوله صلى الله عليه وسلم: "رضي بالله ربا" يشمل ربوبية الشرع، وربوبية القدر.
فربوبية القدر: أن يرضى بقضاء الله تعالى و قدره، له أو عليه.
وربوبية الشرع: أن يرضى بشرع الله تعالى؛ أمرا كان أو نهيا.
و الناس بالنسبة للأول ـ و هو الربوبية القدرية ـ كلهم راضون، حتى لو سخطوا لا يجدون فكاكا منه، أما ربوبية الشرع، فمنهم من يرضى، ومنهم من لا يرضى.
و قوله: "بالإسلام دينا": يخرج جميعا الأديان سوى الإسلام؛ لأن غير الإسلام غير مقبول عند الله؛ قال تعالى:﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [آل عمران:85].
و قوله: "وبمحمد رسولا" يعني متبعا، وإلا فإننا نرضى بجميع الرسل عليهم الصلاة والسلام، ونؤمن بهم على أنهم رسل الله، و أن ما جاءوا به حق، لكن الرسول المتبع ـ الذي يجب علينا اتباعه ـ و هو محمد صلى الله عليه وسلم، أما غيره من الأنبياء، فإننا لا نتبعهم إلا حسب ما يؤذن لنا في الشريعة»«التعليق على صحيح مسلم»(1/177).
ثمرات من عاش عليها:
إن من عاش على هذه المعاني الكريمة و الكلمات العظيمة حري أن يثبته الله تعالى في اللحظات الأخيرة.. عند توديعه لهذه الدنيا، قال الله تعالى:﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾ [إبراهيم:27].
و القول الثابت هو كلمة التوحيد "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، وهذه الكلمة الطيبة تضمنت هذه المعاني وهي الرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، وهي أوضح من أن تبين.
ومن لطيف ما روي في هذا الباب قصَّةُ الإمام المحدث أبي زرعة الرازي رحمه الله عندما حضرته الوفاةُ.
عن محمد بن مسلم البادي قال: حضرت مع أبي حاتم محمد بن إدريس عند أبي زرعة عُبيد الله بن عبد الكريم الرازي وهو في النَّزْع (أي عند الموت)، فقلت لأبي حاتم: تعال حتى نُلَقِّنَه الشهادةَ، فقال أبو حاتم: إنِّي لأستحيي من أبي زرعة أن أُلَقِّنَه الشهادةَ، ولكن تعال حتى نتذاكرَ الحديثَ، فلعلَّه إذا سمعَه يقول، قال محمد بن مسلم: فبدأتُ فقلتُ: حدثنا أبو عاصم النبيل، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، فارْتَجَّ عليَّ الحديثُ، حتى كأنِّي ما سمعتُه ولا قرأتُه.
 فبدأ أبو حاتم وقال: حدثنا محمد بنُ بشار، قال: حدَّثنا أبو عاصم النبيل، عن عبد الحميد بن جعفر، فارتَجَّ عليه حتى كأنَّه ما قرأه ولا سمعه، فبدأ أبو زُرعة: (أي: وهو في النَّزْع) وقال: حدَّثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو عاصم النبيل، قال: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن صالح ابن أبي عَريب، عن كثير بن مُرَّة، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَن كانَ آخرَ كلامه مِن الدُّنيا لا إله إلاَّ الله" وخرجتْ روحُه مع الهاء، من قبل أن يَقولَ دخل الجنَّة"
السؤال عند القبر:
إذا وضع العبد في قبره فإنها توجه له ثلاثة أسئلة، وهذه الأسئلة أجوبتها هي هذه الكلمات، فمن عاش بها ومعها ولها فيكون جوابه بإذن الله.
جاء في الحديث:«مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ : رَبِّىَ اللَّهُ.
 فَيَقُولاَنِ لَهُ : مَا دِينُكَ؟ فَيَقُولُ : دِينِي الإِسْلاَمُ.
 فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي بُعِثَ فِيكُمْ؟
 قَالَ فَيَقُولُ: هُوَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم».
أما من عاش في غفلة عنها، وما تأملها و لا تدبرها ولا عمل بمقتضاها فأنّا له أن يجيب!
و إنما يكون قوله: «هَاهْ هَاهْ لاَ أَدْرِي» نسأل الله العافية.
رزقنا الله و إياكم العلم النافع والعمل الصالح، وجعلنا من أولي الألباب الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
محبكم في الله
أبو عبد العزيز منير الجزائري
abou-abdelaziz@hotmail.fr

تابع القراءة ....

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق