الاثنين، 23 سبتمبر 2013

خاطرة: (دَرَسَ) وَغَدًا (دَرَّسَ)



ابني الحبيب يا من تُؤَمِّل النَّجَاح والفَلَاح والصَّلَاح!
يا من تُؤَمِّل أن تكون من الأساتذة والمُعَلِّمين! والمُدَرِّسين والمُتَصَدِّرين!
يُقَالُ عنك : (دَرَسَ) فإذا أردت (دَرَّسَ)، فهذه الشَدَّة تستوجب الشِدَّة
تستوجب النَّصَب والوَصَب والتَّعب في الطلب
تابع القراءة ....

خاطرة:حوار وجدار



الحوار: حرص على الوصول إلى الحقيقة.
الجدار:جماد يمنع مرور الأشياء الدقيقة.
فمن جعل في فكره وتفكيره، وعقله ولبه: (الجدار) بدل (الحوار)
فلن يسمع ولن ينفع، ولجهله لن يرفع..
فلا تتعب معه نفسك ولا تضيع وقتك..

تابع القراءة ....

خاطرة: (صحافي وإعلامي) و(كاتب وكاذب)



كاتب:
(تاؤه) ت:تحقيق، وتحليق في سماء الحق، وفضاء الصدق.
كاذب:
(ذاله) ذ: ذبول زهرة الإبانة في حبر الخيانة.

تابع القراءة ....

السبت، 21 سبتمبر 2013

فائدة: أركان حسن الخلق



واعلم أخي أَنَّ «حُسْنَ الخُلُق يقوم على أربعة أركان لا يُتَصَوّر قيام ساقه إلَّا عليها:
الصَّبْر والعِفَّة والشَّجَاعة والعَدل.
 فالصَّبْرُ: يحمله على الاحتمال، وكَظْم الغَيْظ، وكَفِّ الأَذَى، والحِلْم والأناة، والرِّفْق وعَدَم الطَّيش والعَجَلة.
 والعِفَّةُ: تَحْمِله على اجتناب الرَّذَائل والقَبَائح مِنَ القَول والفِعل، وتحمله على الحياء وهو رأس كلّ خير، وتمنعه مِنَ الفحشاء والبُخل، والكَذِب والغَيْبة والنَّمِيمة.
 والشَّجَاعَةُ: تحمله على عِزَّة النَّفس، وإيثار معالي الأخْلاق والشِّيَم، وعلى البَذْل والنَّدى الذي هو شجاعة النَّفس وقُوَّتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وتحمله على كظم الغيظ والحلم فإنه بقوة نفسه وشجاعتها يمسك عنانها، ويكبحها بلجامها عن النَّزغ، والبطش كما قال صلى الله عليه وسلم: « لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ »
 وهو حقيقة الشجاعة، وهي ملكة يقتدر بها العبد على قهر خصمه.
 والعَدْلُ: يحمله على اعتدال أخلاقه، وتوسطه فيها بين طرفي الإفراط والتفريط، فيحمله على خلق الجود والسخاء الذي هو توسط بين الذل والقحة.
 وعلى خلق الشجاعة الذي هو توسط بين الجبن والتهور، وعلى خلق الحلم الذي هو توسط بين الغضب والمهانة وسقوط النفس.
 ومنشأ جميع الأخلاق الفاضلة من هذه الأربعة، ومنشأ جميع الأخلاق السافلة وبناؤها على أربعة أركان : الجهل والظلم والشهوة والغضب»«مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/308)»
تابع القراءة ....

فائدة: أقسام حسن الخلق:



قال الإمام ابن القيم رحمه الله:« حسن الخلق قسمان:
 أحدهما مع الله عز و جل: وهو أن يعلم أن كل ما يكون منك يوجب عذرا وكل ما يأتي من الله يوجب شكرا فلا تزال شاكرا له معتذرا إليه سائرا إليه بين مطالعه وشهود عيب نفسك وأعمالك.
 والقسم الثاني: حسن الخلق مع الناس، وجماعه أمران بذل المعروف قولا وفعلا وكف الأذى قولا وفعلا » [حاشية ابن القيم على سنن أبي داود (13/91)]

تابع القراءة ....

الفضيلة و ثوابها، الرذيلة وعقابها



 قال الشيخ الأديب علي الطنطاوي رحمه الله:
« وَإِنَّ مِنْ عجائب حكمة الله أَنْ جعل مع الفضيلة ثوابها؛ مِنَ الصِّحة والنَّشاط، وجعل مع الرذيلة عقابها؛ من الانحطاط والمرض.
ولَرُبَّ رجلٍ ما جاوز الثلاثين يبدو مما جار على نفسه كابن ستين، وابن ستين يبدو من العفاف كشاب دون الثلاثين »« صور وخواطر ص158»

تابع القراءة ....

الخميس، 19 سبتمبر 2013

فائدة: ظلم الرأس!!



قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
«قال شيخنا (أي شيخ الإسلام) وهذا من كمال محبة الله ورسوله للعدل فإنه أمر به حتى في شأن الإنسان مع نفسه فنهاه أن يحلق بعض رأسه ويترك بعضه لأنه ظلم للرأس حيث ترك بعضه كاسيا وبعضه عاريا ونظير هذا أنه نهى عن الجلوس بين الشمس والظل فإنه ظلم لبعض بدنه ونظيره نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة بل إما أن ينعلهما أو يحفيهما.
 والقزع أربعة أنواع :
 أحدها: أن يحلق من رأسه مواضع من ها هنا وها هنا مأخوذ من تقزع السحاب وهو تقطعه
 الثاني: أن يحلق وسطه ويترك جوانبه كما يفعله شمامسة النصارى
 الثالث: أن يحلق جوانبه ويترك وسطه كما يفعله كثير من الأوباش والسفل
 الرابع: أن يحلق مقدمه ويترك مؤخره وهذا كله من القزع والله أعلم »«تحفة المودود بأحكام المولود ص100»

تابع القراءة ....

كتابي: نصائح وتوجيهات للشاب المسلم



كلمات من القلب لعلها تصل إلى القلب، ونداء الرُّوح للرُّوح، يسري في الأعماق بين الجوانح..
حديث بذلت فيه نُصْحِي..ومَزَجْتُ معه روحي
حَدِيثُ الرُّوحِ لِلأَرْوَاحِ يَسْرِي * وَتُدْرِكُهُ القُلُوبُ بِلَا عَنَاءٍ
لأنَّه يكون أنفع، وفي الفؤاد أوقع..كلامٌ مِنْ أخٍ إلى أخيه..مِنْ صديقٍ إلى صديقه..
اجعلها كلمات صديقٍ حميمٍ، وأخٍ رحيمٍ..
عباراتٌ مِنْ حبيبٍ قريبٍ إلى خليلٍ لبيبٍ..
إنَّ رابطة الإسلام تجمعُنا، وأَوَاصِرُ الإيمان تُوَحِّدُنا، و وَشَائِجُ المحبَّة في الله تُؤَلِفُ بين قلوبنا..
إِنَّنَا ندعو إلى  أن نتآلف لا أن نتخالف..
إِنَّنَا نريد أن نتكامل لا أن تآكل..
إِنَّنَا ننصح بأن نتناصح لا أن نتناطح..
إِنَّنَا نُحَبِّذُ أن نترافق لا أن نتراشق..
إِنَّنَا نناشدكم أن نتعاون لا أن نتلاسن..
إِنَّنَا نلتمس منكم أن نتناصر لا أن نتهاجر..
أيُّها الأخُ الوفيُّ والصَّديق الذكيّ، اعلم رحمك الله أنَّ مرحلة الشَّباب هي مرحلة مهمَّة مِنْ حياة الإنسان إِذْ هي مرحلة القُوَّة، وزمن الفُتُوَّة..

تابع القراءة ....

أتريد أن تكون من السُّعداء؟



فخذ الجواب من العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله إذ يذكر لك صفات السعداء فقال:
«سَعِدَ الَّذِينَ تَجَنَّبُوا سُبَلَ الرَّدَى* وَتَيَمَّمُوا لِمَنَازِلِ الرِّضْوَانِ
هذا هو أصل طريقهم، وقاعدة سير فريقهم:
 إنَّهُم تجنَّبُوا طُرُقَ الخُسران، وتَيَمَّموا طُرق الرِّضوان.
 تجنَّبُوا طُرُق الشَّيْطان، وقَصَدُوا عبادة الرَّحمن.
 تجنَّبُوا طرق الجحيم، وتيمَّمُوا سُبُل النعيم.
 تَرَكُوا السّيئات، وعملوا الحسنات.
 نزَّهُوا قلوبهم وألسنتهم وجوارحهم عَن المُحَرَّمات والمكروهات، وشغلوها بفعل الواجبات والمُسْتَحبات.
تحلَّوا بالأخلاق الجميلة، وتخلَّوا عن الأوصاف الرَّذيلة» «السير إلى الله والدار الآخرة ص 2»


تابع القراءة ....

توبة في مرقص:



«قصة غريبة...غريبة جدا...ذكرها الشيخ علي الطنطاوي في بعض كتبه فقال:
دخلت أحد مساجد مدينة حلب فوجدت شابا يصلي فقلت سبحان الله إن هذا الشاب من أكثر الناس فسادا يشرب الخمر ويفعل الزنا ويأكل الربا وهو عاق لوالديه وقد طرداه من البيت فما الذي جاء به إلى المسجد...فاقتربت منه وسألته: أنت فلان؟!!
قال: نعم.
قلت: الحمد لله على هدايتك...أخبرني كيف هداك الله؟
قال: هدايتي كانت على يد شيخ وعظنا في مرقص.
قلت مستغربا: في مرقص؟!
قال: نعم...في مرقص.
قلت: كيف ذلك؟!
قال: هذه  هي القصة...فأخذ يرويها فقال: كان في حارتنا مسجد صغير...يؤم الناس فيه شيخ كبير السن...وذات يوم التفت الشيخ إلى المصلين وقال لهم: أين الناس؟!...ما بال أكثر الناس وخاصة الشَّباب لا يقربون المسجد ولا يعرفونه؟!
فأجابه المصلون:إنهم في المراقص والملاهي.
قال الشيخ:وما هي المراقص والملاهي؟
ردّ عليه أحد المصلين: المرقص صالة كبيرة فيها خشبة مرتفعة تصعد هليها الفتيات العاريات أو شبه عاريات يرقصن والناس حولهن ينظرن إليهم.
فقال الشيخ: والذين ينظرون إليهن من المسلمين؟!
قالوا: نعم.
قال: لا حول ولا قوة إلا بالله...هيا بنا ننصح الناس.
قالوا له: يا شيخ ...أين أنت؟ تعظ الناس وتنصحهم في المرقص؟!
قال: نعم.
حاولوا أن يثنوه عن عزمه وأخبروه أنهم سيواجهوم بالسخرية والاستهزاء وسينالهم الأذى فقال: وهل نحن خير من محمد صلى الله عليه وسلم ؟!
وأمسك الشيخ بيد أحد المصلين ليدله على المرقص...وعندما وصلوا إليه سألهم صاحب المرقص: مذا تريدون؟!
قال الشيخ: نريد أن ننصح من في المرقص..
تعجب صاحب المرقص...وأخذ يمعن النظر فيهم ورفض السماح لهم...فأخذوا يساومونه ليأذن لهم حتى دفعوا له مبلغا من المال يعادل دخله اليومي.
وافق صاحب المرقص...وطلب منهم أن يحضروا في الغد عند بدء العرض اليومي..
 قال الشَّاب:فلما كان الغد كنت موجودا في المرقص...بدأ الرقص من إحدى الفتيات...ولما انهت أسدل الستار ثم فتح...فإذا بشيخ وقور يجلس على كرسي، فبدأ بالبسملة وحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بدأ في وعظ الناس الذين أخذتهم الدهشة وتملكهم العجب وظنوا أن ما يرونه هو فقرة فكاهية...فلما عرفوا أنهم أمام شيخ يعظهم أخذوا يسخرون منه ويرفعون أصواتهم بالضحك والاستهزاء وهو لا يبالي بهم...واستمر في نصحه ووعظه حتى قام أحد الحاضرين وأمرهم بالسكوت والإنصات حتى يسمعوا ما يقوله الشيخ.
قال: فبدأ السكون والهدوء يخيم على أنحاء المرقص حتى أصبحنا لا نسمع إلا صوت الشيخ، فقال كلاما ما سمعناه من قبل...تلا علينا آيات من القرآن الكريم وأحاديث نبوية وقصصا لتوبة بعض الصالحين وكان مما قاله: أيها الناس:إنكم عشتم طويلا وعصيتم كثيرا...فأين ذهبت لذة المعصية؟ لقد ذهبت اللذة وبقيت الصحائف..ستسألون عنها يوم القيامة وسيأتي يوم يهلك فيه كل شيء إلا الله سبحانه وتعالى.
أيها الناس...هل نظرتم إلى أعمالكم إلى أين ستؤدي بكم...إنكم لا تتحملون نار الدنيا وهي جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم فكيف بنار جهنم؟!
بادروا بالتوبة قبل فوات الأوان..
قال: فبكى الناس جميعا...وخرج الشيخ من المرقص وخرج الجميع وراءه وكانت توبتهم على يده حتى صاحب المرقص تاب وندم على ما كان منه»«العائدون إلى الله ص 43»

تابع القراءة ....

توبة رجل عن حب مغنية شغلته عن الله:



«قال علي بن الحسين: كان لنا جار من المتعبدين قد برز في الاجتهاد، فصلى حتى تورمت قدماه، وبكى حتى مرضت عيناه، فاجتمع إليه أهله وجيرانه ؛ فسألوه أن يتزوج.
 فاشترى جارية، وكانت تغني وهو لا يعلم، فبينا هو ذات يوم في محرابه يصلي رفعت الجارية صوتها بالغناء.
 فطار لبه، فرام ما كان عليه من العبادة فلم يطق.
 فأقبلت الجارية عليه، فقالت: يا مولاي لقد أبليت شبابك، ورفضت لذات الدنيا أيام حياتك، فلو تمتعت بي.
 فمال إلى قولها واشتغل باللذات، عما كان فيه من التعبد؛ فبلغ ذلك أخا له كان يوافقه على العبادة، فكتب إليه:
بسم الله الرحمن الرحيم
 من الناصح الشفيق، والطبيب الرفيق، إلى من سلب حلاوة الذكر، والتلذذ بالقرآن والخشوع والأحزان، بلغني أنك اشتريت جارية، بعت بها من الآخرة حظك، فإن كنت بعت الجزيل بالقليل، والقرآن بالقيان، فإني محذرك هادم اللذات، ومنغص الشهوات، وموتم الأولاد ، فكأنه قد جاء على غرة، فأبكم منك اللسان، وهدم منك الأركان، وقرب منك الأكفان، واحتوشك الأهل والجيران، وأحذرك من الصيحة إذا جثت الأمم لهول ملك جبار، فاحذر يا أخي ما يحل بك من ملك غضبان.
 ثم طوى الكتاب، وأنفذه إليه؛ فوافاه الكتاب وهو في مجلس سروره، فغص بريقه، وأذهله ذلك؛ فنهض مبادرا من مجلس سروره، وكسر آنيته، وهجر جاريته، وآلى أن لا يطعم الطعام، ولا يتوسد المنام.
 قال الذي وعظه: فلما مات رأيته في المنام بعد ثلاث؛ فقلت: ما فعل الله بك؟
 قال: قدمنا على رب كريم، أباحنا الجنة وقال:
الله عوضني ذو العرش جارية * حوراء تسقيني طورا وتهنيني
تقول لي اشرب بما قد كنت تأملني * وقر عينا مع الولدان والعين
يا من تخلى عن الدنيا وأزعجه * عن الخطايا وعيد في الطواسين
[التوابين ص 259]

تابع القراءة ....

الخميس، 5 سبتمبر 2013

قصة من مزَّقَ المصحف فأهلكه الله بعد أيام



حَكَى الْمَاوَرْدِيُّ فِي كِتَابِ (أَدَبِ الدُّنْيَا وَالدِّينِ) أَنَّ:
 الْوَلِيدَ بْنَ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ تَفَاءَلَ يَوْمًا فِي الْمُصْحَفِ فَخَرَجَ لَهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ:﴿وَاسْتَفْتَحُوا وَخابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ فَمَزَّقَ الْمُصْحَفَ وَأَنْشَأَ يَقُولُ:
أَتُوعِدُ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ* فَهَا أَنَا ذَاكَ جَبَّارٌ عَنِيدُ
إِذَا مَا جِئْتَ رَبَّكَ يَوْمَ حَشْرٍ* فَقُلْ يَا رَبِّ مَزَّقَنِي الْوَلِيدُ
فَلَمْ يَلْبَثْ إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى قُتِلَ شَرَّ قِتْلَةٍ، وَصُلِبَ رَأْسُهُ عَلَى قَصْرِهِ، ثُمَّ عَلَى سُورِ بَلَدِهِ»«الجامع لأحكام القرآن (9/350)»

تابع القراءة ....

من جميل كلام الإمام القرطبي في فوائد زيارة القبور:



قال رحمه الله:
«يَعْتَبِرُ بِمَنْ صَارَ تَحْتَ التُّرَابِ، وَانْقَطَعَ عَنِ الْأَهْلِ وَالْأَحْبَابِ، بَعْدَ أَنْ قَادَ الْجُيُوشَ وَالْعَسَاكِرَ، وَنَافَسَ الْأَصْحَابَ وَالْعَشَائِرَ، وَجَمَعَ الْأَمْوَالَ وَالذَّخَائِرَ، فَجَاءَهُ الْمَوْتُ فِي وَقْتٍ لَمْ يَحْتَسِبْهُ، وَهَوْلٍ لَمْ يَرْتَقِبْهُ. فَلْيَتَأَمَّلِ الزَّائِرُ حَالَ مَنْ مَضَى من إخوانه، ودرج من أَقْرَانِهِ الَّذِينَ بَلَغُوا الْآمَالَ، وَجَمَعُوا الْأَمْوَالَ، كَيْفَ انْقَطَعَتْ آمَالُهُمْ، وَلَمْ تُغْنِ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ، وَمَحَا التُّرَابُ مَحَاسِنَ وُجُوهِهِمْ، وَافْتَرَقَتْ فِي الْقُبُورِ أَجْزَاؤُهُمْ، وَتَرَمَّلَ مِنْ بَعْدِهِمْ نِسَاؤُهُمْ، وَشَمِلَ ذُلُّ الْيُتْمِ أَوْلَادَهُمْ، وَاقْتَسَمَ غَيْرُهُمْ طَرِيفَهُمْ وَتِلَادَهُمْ.
وَلْيَتَذَكَّرْ تَرَدُّدَهُمْ فِي الْمَآرِبِ، وَحِرْصَهُمْ عَلَى نَيْلِ الْمَطَالِبِ، وَانْخِدَاعَهِمْ لِمُوَاتَاةِ الْأَسْبَابِ، وَرُكُونَهِمْ إِلَى الصِّحَّةِ وَالشَّبَابِ. وَلْيَعْلَمْ أَنَّ مَيْلَهُ إِلَى اللَّهْوِ وَاللَّعِبِ كَمَيْلِهِمْ، وَغَفْلَتَهِ عَمَّا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ الْفَظِيعِ، وَالْهَلَاكِ السَّرِيعِ، كَغَفْلَتِهِمْ، وَأَنَّهُ لَا بُدَّ صَائِرٌ إِلَى مَصِيرِهِمْ، وَلْيُحْضِرْ بِقَلْبِهِ ذِكْرَ مَنْ كَانَ مُتَرَدِّدًا فِي أَغْرَاضِهِ، وَكَيْفَ تَهَدَّمَتْ رِجْلَاهُ. وَكَانَ يَتَلَذَّذُ بِالنَّظَرِ إِلَى مَا خُوِّلَهُ وَقَدْ سَالَتْ عَيْنَاهُ، وَيَصُولُ بِبَلَاغَةِ نُطْقِهِ وَقَدْ أَكَلَ الدُّودُ لِسَانَهُ، وَيَضْحَكُ لِمُوَاتَاةِ دَهْرِهِ وَقَدْ أَبْلَى التُّرَابُ أَسْنَانَهُ، وَلْيَتَحَقَّقْ أَنَّ حَالَهُ كَحَالِهِ، وَمَآلَهُ كَمَآلِهِ. وَعِنْدَ هَذَا التَّذَكُّرِ وَالِاعْتِبَارِ تَزُولُ عَنْهُ جَمِيعُ الْأَغْيَارِ الدُّنْيَوِيَّةِ، وَيُقْبِلُ عَلَى الْأَعْمَالِ الْأُخْرَوِيَّةِ، فَيَزْهَدُ فِي دُنْيَاهُ، وَيُقْبِلُ عَلَى طَاعَةِ مَوْلَاهُ، وَيَلِينُ قَلْبُهُ، وتخشع جوارحه» «الجامع لأحكام القرآن 020/172»

تابع القراءة ....

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق