الخميس، 29 ديسمبر 2011

خاطرة: الغنى والفقر

أعظم الغنى: الاستغناء بالله عن خلق الله
وأعظم الفقر: الافتقار إلى خلق الله، والغفلة عن الله...
{يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله..}
يا معشر العبيد:{..والله هو الغني الحميد}
...
والله ما لك غير الله من أحد /فحسبك الله في كل لك الله
تابع القراءة ....

السبت، 24 ديسمبر 2011

كلام رائع ونقل ماتع في بعض فضائل أبي بكر الصديق رضي الله عنه على لسان

[نطقت بفضله الآيات والأخبار، واجتمع على بيعته المهاجرون والأنصار، فيا مبغضيه في قلوبكم من ذكره نار، كلما تليت فضائله علا عليهم الصغار، أتري لم يسمع الروافض الكفار {ثاني اثنين إذ هما في الغار} دعى إلى الإسلام فما تلعثم ولا أبى وسار علي المحجة فما زل ولا كبا وصبر في مدته من مدى العدى علي وقع الشبا، وأكثر في الإنفاق فما قلل حتى تخلل .. تالله لقد زاد على السبك في كل دينار دينار {ثاني اثنين إذ هما في الغار} من كان قرين النبي صلى الله عليه وسلم في شبابه؟ من ذا الذي سبق إلي الإيمان من أصحابه؟ من الذي أفتى بحضرته سريعا في جوابه؟ من أول من صلي معه؟ من آخر من صلى به؟ من الذي ضاجعه بعد الموت فى ترابه؟ فاعرفوا حق الجار نهض يوم الردة بفهم واستيقاظ وأبان من نص الكتاب معنى دق عن حديد الألحاظ، فالمحب يفرح بفضائله والمبغض يغتاظ، حسرة الرافضي أن يفر من مجلس ذكره ولكن أين الفرار؟ كم وقى الرسول بالمال والنفس وكان أخص به في حياته وهو ضجيعه في الرمس فضائله جليلة وهى خلية عن اللبس، ياعجبا من يغطى عين ضوء الشمس في نصف النهار لقد دخلا غارا لا يسكنه لابث فاستوحش الصديق من خوف الحوادث فقال الرسول ما ظنك باثنين والله الثالث فنزلت السكينة، فارتفع خوف الحادث فزال القلق وطاب عيش الماكث، فقام مؤذن النصر ينادى على رؤوس منائر الأمصار {ثاني اثنين إذ هما في الغار} حبه والله رأس الحنيفة وبغضه يدل على خبث الطوية، فهو خير الصحابة والقرابة والحجة على ذلك قوية، لولا صحة إمامته ما قيل ابن الحنيفة مهلا فإن ذم الروافض قد فار، والله ما أحببناه لهوانا ولا نعتقد في غيره هوانا ولكن أخذنا بقول علي وكفانا: رضيك رسول الله لديننا أفلا نرضاك لدنيانا، تالله لقد أخذت من الروافض بالثار ][الفوائد ص 73]
تابع القراءة ....

كلام يكتب بماء الذهب لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول:" العارف لا يرى له على أحد حقا ولا يشهد له على غيره فضلا ولذلك لا يعاتِب ولا يطالِب ولا يضارِب"[مدارج السالكين (1/523)]

تابع القراءة ....

الخميس، 22 ديسمبر 2011

وتنحى عنه الشيطان..

حدثني الشيخ عادل المقبل قال :
جاءت إخبارية أن ساحرا مقيما في البلد منذ سنتين... كل ما يمر على رجال الأمن يخرج لهم ورقة على أنها إقامة {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ }[الأعراف :116]...
فأقمنا له كمينا على أن يصرف رجلا على امرأته ويطلقها...فإذا جاء في الوقت المحدد سلمنا له 1000ريال ثم نستلم منه السحر...  فتم الاتفاق ووقع ما وقع...
أمسكناه بفضل من الله لما أحضرناه بدأ بالبكاء ... وكان بكاؤه شديدا ...  حتى إنه جثا على ركبتيه.   
ثم قال لي: أنا أعلم أنك تبحث عن السحرة... وأحوالهم ... وأخبارهم... في كتبهم لأجل القبض عليهم والله لأعطينك من علم السحر الذي يمكنك من القبض عليهم ما لا تجده في الكتب الأخرى والله كلها في رأسي...  لكن أريد أن تجبني على سؤال واحد: لماذا لم تخبرني الجن أنك تقبضني وأنك مترصد لي ؟!!
قلت: لا أحتاج لكلامك ولا لعلمك المفلس لأني لا أقبض عليهم بعلمي وقوتي إنما هو توفيق من الله، وفضل من عنده،أقبض عليهم بالتوكل عليه... بكلامه... ودعائه سبحانه...
فقال: أسالك بالله أن تخبرني.
قلت: هي ثلاثة أمور فاسمع:
الأولى: تقربك إلى الشياطين كان ضعيفا فخذلتك...
قال: لا إن تقربي كان قويا....وأنا عندي امرأة في البيت الآن( هو يحدثني على ما أعرفه، هذه المرأة ليست معه من أجل القيام بالفاحشة إنما ليأخذ منها دم الحيض فيكتب به كلام الرحمن جل وعلا وذلك لأن الكفر أحب إلى الشيطان من الكبائر).
فأمرت بالقبض عليها ....
ثم قال : أخبرني عن الثانية.
قلت الثانية: ربما هي دعوة مظلوم... والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله  حجاب) رواه البخاري (2316)  ومسلم (130)
لربما قام في الثلث الأخير من الليل  فصلى وبكى ودعا ربه: رباه! فرق بيني وبين أهلي... رباه! حرمت من فلذة كبدي...  رباه! ارحم ضعفي وانكساري...  رباه! انتقم من هؤلاء الظلمة... فقال الرحمن الرحيم: (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) كما الحديث (رواه الطبراني في المعجم الكبير(3718) وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2230)حسن لغيره) .
 فأوقعك الله ، وقد أسرفت كثيرا ؟! قال : نعم أسرفت كثيرا  ولكن والثالثة؟
قلت الثالثة: لما عزمنا على القبض عليك ، ذكّرنا بعضنا البعض بالأذكار الشرعية وركّزنا على دعاء الخروج من المنزل  فالنبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قال ـ يعني إذا خرج من بيته ـ بسم الله، توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله. يقال له: كُفِيت وَوُقِيت و هُدِيت ، وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدِيَ وكُفَيَ وَوُقِيَ) رواه أبو داود(5097) والترمذي(3426) وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (رقم:499).
ثم ضرب بيده على الأرض بكل قوة وندم، ثم قال : بهذا قبضتني ، وبغيره لن تقبضني
قلت : اخسأ عدو الله فلن تعدو قدرك....
تابع القراءة ....

{وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}

حدثني الشيخ عادل المقبل قال :
وردت برقية من أحد المشايخ إلى أمير الرياض حفظه الله وإياكم أن هناك بيتا في أحد الأحياء من مدينة الرياض قد أرعب أهل الحي.....  وأنه يخرج منه أنوارا وأصواتا مخيفة أرعبتهم..... فجاءت برقية من أمير الرياض يدعوننا للتوجه إلى ذلك البيت ..... واتخاذ الإجراءات اللازمة والنظر في هذا الأمر.....
توجهت أنا وإخوانكم من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى ذلك البيت المهجور..... لما دخلنا إليه  فإذا به ظلام دامس ..... أنرت بالكشاف ..... فرأيت طلاسما كتبت على الجدار من أوله إلى آخره..... ثم ضرب في آخره مسمار في نهايته ربط عقد وخيوط ..... وفي نهايتها ربطت ملابس داخلية لرجل وامرأة ..... ثم أنرت بالكشاف مرة أخرى ..... فرأيت على الجدار صورة أجلكم الله لامرأة عارية تطأ بقدمها لفظ الجلالة تقدس الله جل وعلا .....  ثم نظرت في جهة أخرى فإذا بطلاسم أخرى..... ضرب بمسمار وضرب عليه عقد وخيوط وفي آخرها حفاظة امرأة مستخدمة   أجلكم الله...ثم رسم في نهايتها امرأة عارية وقد كتب في فرجها لفظ الجلالة تقدس الله في علاه....وهكذا في باقي الجدر: سلاسل وأقفال وعليها العقد..... فقلت لإخوانكم : لعل هذا السحر قد ربط لشخص جعلكم الله سببا ليفك سبحانه عن المريض سحره..... وأن يجعل فرجه على أيديكم ..... ثم قلت لإخوانكم : عجلوا بالخروج من هذا البيت فو الله إني خائف أن يسقط علينا السقف(لأجل هذه الشركيات والكفريات) وفي أثناء حديثي إذ أتفاجأ  بزبائل قد جمعت في غرفة ..... وهي على ارتفاع حوالي متر ونصف ..... أنرت بالكشاف في وسط القمامات فرأيت والله عجبا .....لم أره في حياتي : جسد عار وقد أسدل شعره على وجههه مثل اليهود..... فقلت لإخوانكم : لعل هذا من الجن لكنها لا تصمد أمام اسم الله العظيم ، فإن كل كمال وجلال ، وكل فضل وإحسان وخير وبر عند اسم الله، ثم ذكرتهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:(( من نزل منزلا ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك))  رواه مسلم (7053)
قلت لهم : إن كان جنيا فسيفر وإن كان إنسيا ، فإن الله جل وعلا سيعيننا عليه..... فإذا هو ساحر قد نام في الزبائل والقمامات ..... فلما سألناه عن نومه فيها ، قال : إن الجن تأمرني أن أنام في هذه الزبائل حتى تحقق لي ما أريد.......
فعلمت حقيقة أن الساحر لا يفلح، لا فلاحا دنيويا ولا أخرويا...ففي الدنيا نوم في الزبائل والقمامات ، وعيشة ضنكا، وفي الآخرة :{ ..وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ ..}[الرعد:34] يعيش في عذاب ونكد{وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى }[طه:127] وكل هذا العذاب إلا أنه {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ..}[الزمر:26]...وبهذا يعلم أن الساحر إن لم يتب فإنه:{... خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ  }[الحج:11]
وكما ترون فإن الساحر يعمل في الظلام...وكذلك إذا ما رأيتهم وجدت وجوههم مسودة ...وإذا ما قرُبت منهم انبعثت منهم رائحة كريهة ...لخبث طويتهم ونجاسة أرواحهم قبل أبدانهم....
وقبل هذه الواقعة كنت لما أقرأ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه لما يقول عن السحرة: (يكون أحدهم لا يتوضأ، ولا يصلي المكتوبة، بل يكون ملابسا للنجاسات، معاشرا للكلاب ، يأوي إلى الحمامات والقمامين والمقابر والمزابل ، رائحته خبيثة ، لا يتطهر الطهارة الشرعية ، ولا يتنظف... )[الفرقان بين أوليائه الرحمن وأولياء الشيطان ص 55] أتعجب وأقول كيف ينامون في القمامات؟!!ولكن بعد هذا أدركت معنى كلام شيخ الإسلام                  ابن تيمية رحمه الله ...
تابع القراءة ....

...لم يضره سم ولاسحر..

حدثني الشيخ عادل المقبل قال :
كنت يوما أثناء رحلة دعوية...في إحدى المناطق في أدغال إفريقيا....كان يوما ممطرا ...كانت الأمطار تسقط بشدة...
عند عودتنا إلى محل إقامتنا ....حدث ما لم يكن في الحسبان..توقفت السيارة عن السير ...بل تعسرت الحركة ...كل ذلك بسب الأوحال الكثيرة ....نزلنا وبدأنا بالحفر للعجلات ...حتى نستطيع إخراج السيارة من الوحل...وفي هذا الوقت بالذات لدغت...ولا أدري ما لدغني ...لعله ثعبان أو شيء من هذا القبيل.....
أصبحت أشعر بألم شديد ...بل أصبحت أشعر بأثر السم في جسمي
أما الذين كانوا معي...أصابهم هم كبير...و غم كثير.. لأنهم رأوا أن الأمر يستدعي موت محقق...
نظرت إليهم مبتسما ... وقلت:إني أبشركم أنه صح الخبر عن سيد البشر فداه أبي وأمي صلى الله عليه وسلم قال:((من تصبح سبع تمرات من عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)) رواه البخاري (5130) ومسلم (5460)
 وأبشركم أني متصبح بها ....والله لن يضرني شيء.....بعد فترة قليلة وإذا بالسم قد اجتمع في أسفل قدمي.....وأنا أنظر إليه.... بعد حوالي ساعة كأنه لم يكن شيئا....
وصدق الله العظيم لما وصف نبيه صلى الله عليه وسلم فقال :{ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}[النجم:3ـ4]
تابع القراءة ....

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2011

قصة مؤثرة: بين ميمون بن مهران والحسن البصري رحمهما الله

 عن عمرو بن ميمون بن مهران قال: خرجت بأبي أقوده في بعض سكك البصرة فمررت بجدول فلم يستطع الشيخ يتخطاه فاضطجعت له فمر على ظهري ثم قمت فأخذت بيده ثم دفعنا إلى منزل الحسن فطرقت الباب فخرجت إلينا جارية فقالت: من هذا؟ قلت هذا ميمون بن مهران أراد لقاء الحسن فقالت كاتب عمر بن عبد العزيز؟ قلت: لها نعم
 قالت: يا شقي ما بقاؤك إلى هذا الزمان السوء؟
 قال: فبكى الشيخ فسمع الحسن بكاءه فخرج إليه فاعتنقا ثم دخلا فقال ميمون:
 يا أبا سعيد قد أنست من قلبي غلظة فاستلن لي منه، فقرأ الحسن { أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون} قال: فسقط الشيخ فرأيته يفحص برجله كما تفحص الشاة المذبوحة فأقام طويلا ثم أفاق فجاءت الجارية فقالت: قد أتعبتم الشيخ قوموا تفرقوا
 فأخذت بيد أبي فخرجت به ثم قلت يا أبتاه هذا الحسن ؟ قد كنت أحسب أنه أكبر من هذا قال: فوكزني في صدري وكزة ثم قال: يا بني لقد قرأ علينا آية لو فهمتها بقلبك لا بقي لها فيك كلوم "[حلية الأولياء (4/82ـ83)]
تابع القراءة ....

حوار بين شيخ الإسلام ابن تيمية وطبيب يحكيه الإمام ابن القيم رحمة الله على الجميع

قال الإمام ابن القيم:
"حدثني شيخنا قال ابتدأني مرض فقال لي الطبيب: إن مطالعتك وكلامك في العلم يزيد المرض.
 فقلت له: لا أصبر على ذلك، وأنا أحاكمك إلى علمك أليست النفس إذا فرحت وسرت قويت الطبيعة فدفعت المرض؟
 فقال: بلى
 فقلت له: فإن نفسي تسر بالعلم فتقوى به الطبيعة فأجد راحة
 فقال هذا خارج عن علاجنا أو كما قال" [روضة المحبين ص 70]
وقال الإمام ابن القيم أيضا:
"سمعت شيخنا أبا العباس بن تيمية رحمه الله يقول وقد عرض له بعض الألم فقال له الطبيب: أضر ما عليك الكلام في العلم والفكر فيه والتوجه والذكر، فقال: ألستم تزعمون أن النفس إذا قويت وفرحت أوجب فرحها لها قوة تعين بها الطبيعة على دفع العارض فإنه عدوها فإذا قويت عليه قهرته؟ فقال له الطبيب: بلى فقال: إذا اشتغلت نفسي بالتوجه والذكر والكلام في العلم وظفرت بما يشكل عليها منه فرحت به وقويت فأوجب ذلك دفع العارض هذا أو نحوه من الكلام "[مفتاح دار السعادة (1/250)]
تابع القراءة ....

الخميس، 8 ديسمبر 2011

هل (مِن) تبعيضية أم جنسية؟في قول الله تعالى{ وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة }[الفتح:29]

قال ابن هشام رحمه الله في( مغني اللبيب عن كتب الأعاريب ص 421) :
[وفي كتاب المصاحف لابن الأنباري أن بعض الزنادقة تمسك بقوله تعالى { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة } في الطعن على بعض الصحابة، والحق أن (مِنْ) فيها للتبيين ولا للتبعيض، أي الذين آمنوا هم هؤلاء، ومثله: { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم } وكلهم محسن ومتق، { وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم } فالمقول فيهم ذلك كلهم كفار]
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
[فإن قيل لم قال: { وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة }. ولم يقل وعدهم كلهم؟ قيل كما قال: {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات}. ولم يقل وعدكم، و(مَنْ) تكون لبيان الجنس فلا يقتضي أن يكون قد بقى من المجرور بها شيء خارج عن ذلك الجنس، كما في قوله تعالى:{ فاجتنبوا الرجس من الأوثان}. فإنه لا يقتضى أن يكون من الأوثان ما ليس برجس.........] ( منهاج السنة النبوية(2/19)
تابع القراءة ....

الأحد، 4 ديسمبر 2011

بكى أهل الجزائر في مصاب غدا منه نهارهم ظلاما
                                   ولو أن الدموع ترد ميتا لذرفنا الدماء له سجاما
الحمد لله المتفرد بالكمال والبقاء، والخلق كلهم مكتوب عليهم النقص والفناء، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ذوي المجد والثناء وبعد:
فقد وصلني خبر وفاة العلامة عبيد الله الأفغاني، فألبس الخبرُ قلبي لباس الحزن،تسارع الدمع إ
لى عيني..وتعذر عن النطق لساني..فهذه ثلمة أخرى تثلم في صرح العلم..
فرحت أفتش في أوراق الذكريات لألتقط ورقة من الأوراق تحكي لقاءً مع الشيخ الأفغاني..لا أظن أنه سيمحى من شريط الذكريات ولو طال العمر وتوالت السنوات..
ما زال صوتك في أذنيَّ يأسرني... ونور وجهك عن عينيَّ ما غربا
لالا تلمني أخي إن قلتُ قد جُمعت... في الخصال التي تستوجب العجبا
لا زلت تلك الصورة مرسومة في ذهني وهي عند أول يوم التقيت الشيخ رحمه الله...
لا أذكر أني احتقرت نفسي في مثل تلك اللحظة، فقد رأيت شيخا كبيرا في السن متكئا على إحدى سواري المسجد النبوي كأن وجهه مصباح، عليه السكينة والوقار ذا لحية بيضاء، وعليه عمامة بيضاء، وقد غُطَّتْ رجليه بغطاء غليظ (بطانية) ومن حوله طلبة كثيرون كل واحد منه ينتظر ليقرأ عليه، وما لفت انتباهي أنه كان مصابا برعشة شديدة في يديه، فتقدمت إليه وسألت أحد الطلبة: أهذا هو الشيخ عبيد الأفغاني؟ ، فأجابني: نعم، قلت لا يمتنع من الكلام مع الناس بعد طول التدريس؟(كما يفعل البعض) قال: أبدا. تقدمت إليه وسلَّمت عليه ووجدته ينصح أحد الناس كان لابسا قميصا مطرّزا فنهاه، ومما قاله له : هذا لباس النساء والبس قميصا عاديا.
ثم الفت إلي فسألته وأجابني ببساطة وحسن خلق وتواضع جم، وعاملني معاملة الأب لابنه وكأنه يعرفني منذ زمن بعيد..
إنني لأكتب هذه الحروف والدموع تنهمر من عيني، لأن لقائي مع الشيخ جعلني أستفيد منه دروسا ودروسا، ورؤيتك للشيخ الأفغاني تجعلك ترى الهمة في التدريس، والتواضع والحلم والنصح...
يا أيها الشيخ الجليل فراقكم.....ترك الجموع على لظى النيران
نستودع الله الكريم وديعة........ فهو الكريم يجود بالإحسان
رحمك الله يا شيخ وجعلك في زمرة أهل القرآن وبلغك بتعليمه أعلى الجنان..
ليلة الأربعاء 5 محرم 1433هـ
 
تابع القراءة ....

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق