حدثني الشيخ عادل المقبل قال :
جاءت إخبارية أن ساحرا مقيما في البلد منذ سنتين... كل ما يمر على رجال الأمن يخرج لهم ورقة على أنها إقامة {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ }[الأعراف :116]... فأقمنا له كمينا على أن يصرف رجلا على امرأته ويطلقها...فإذا جاء في الوقت المحدد سلمنا له 1000ريال ثم نستلم منه السحر... فتم الاتفاق ووقع ما وقع...
أمسكناه بفضل من الله لما أحضرناه بدأ بالبكاء ... وكان بكاؤه شديدا ... حتى إنه جثا على ركبتيه.
ثم قال لي: أنا أعلم أنك تبحث عن السحرة... وأحوالهم ... وأخبارهم... في كتبهم لأجل القبض عليهم والله لأعطينك من علم السحر الذي يمكنك من القبض عليهم ما لا تجده في الكتب الأخرى والله كلها في رأسي... لكن أريد أن تجبني على سؤال واحد: لماذا لم تخبرني الجن أنك تقبضني وأنك مترصد لي ؟!!
قلت: لا أحتاج لكلامك ولا لعلمك المفلس لأني لا أقبض عليهم بعلمي وقوتي إنما هو توفيق من الله، وفضل من عنده،أقبض عليهم بالتوكل عليه... بكلامه... ودعائه سبحانه...
فقال: أسالك بالله أن تخبرني.
قلت: هي ثلاثة أمور فاسمع:
الأولى: تقربك إلى الشياطين كان ضعيفا فخذلتك...
قال: لا إن تقربي كان قويا....وأنا عندي امرأة في البيت الآن( هو يحدثني على ما أعرفه، هذه المرأة ليست معه من أجل القيام بالفاحشة إنما ليأخذ منها دم الحيض فيكتب به كلام الرحمن جل وعلا وذلك لأن الكفر أحب إلى الشيطان من الكبائر).
فأمرت بالقبض عليها ....
ثم قال : أخبرني عن الثانية.
قلت الثانية: ربما هي دعوة مظلوم... والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( واتق دعوة المظلوم ، فإنه ليس بينها وبين الله حجاب) رواه البخاري (2316) ومسلم (130)
لربما قام في الثلث الأخير من الليل فصلى وبكى ودعا ربه: رباه! فرق بيني وبين أهلي... رباه! حرمت من فلذة كبدي... رباه! ارحم ضعفي وانكساري... رباه! انتقم من هؤلاء الظلمة... فقال الرحمن الرحيم: (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين) كما الحديث (رواه الطبراني في المعجم الكبير(3718) وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2230)حسن لغيره) .
فأوقعك الله ، وقد أسرفت كثيرا ؟! قال : نعم أسرفت كثيرا ولكن والثالثة؟
قلت الثالثة: لما عزمنا على القبض عليك ، ذكّرنا بعضنا البعض بالأذكار الشرعية وركّزنا على دعاء الخروج من المنزل فالنبي صلى الله عليه وسلم قال:(من قال ـ يعني إذا خرج من بيته ـ بسم الله، توكلت على الله لا حول ولا قوة إلا بالله. يقال له: كُفِيت وَوُقِيت و هُدِيت ، وتنحى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هُدِيَ وكُفَيَ وَوُقِيَ) رواه أبو داود(5097) والترمذي(3426) وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع (رقم:499).
ثم ضرب بيده على الأرض بكل قوة وندم، ثم قال : بهذا قبضتني ، وبغيره لن تقبضني
قلت : اخسأ عدو الله فلن تعدو قدرك....