الخميس، 22 ديسمبر 2011

{وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}

حدثني الشيخ عادل المقبل قال :
وردت برقية من أحد المشايخ إلى أمير الرياض حفظه الله وإياكم أن هناك بيتا في أحد الأحياء من مدينة الرياض قد أرعب أهل الحي.....  وأنه يخرج منه أنوارا وأصواتا مخيفة أرعبتهم..... فجاءت برقية من أمير الرياض يدعوننا للتوجه إلى ذلك البيت ..... واتخاذ الإجراءات اللازمة والنظر في هذا الأمر.....
توجهت أنا وإخوانكم من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى ذلك البيت المهجور..... لما دخلنا إليه  فإذا به ظلام دامس ..... أنرت بالكشاف ..... فرأيت طلاسما كتبت على الجدار من أوله إلى آخره..... ثم ضرب في آخره مسمار في نهايته ربط عقد وخيوط ..... وفي نهايتها ربطت ملابس داخلية لرجل وامرأة ..... ثم أنرت بالكشاف مرة أخرى ..... فرأيت على الجدار صورة أجلكم الله لامرأة عارية تطأ بقدمها لفظ الجلالة تقدس الله جل وعلا .....  ثم نظرت في جهة أخرى فإذا بطلاسم أخرى..... ضرب بمسمار وضرب عليه عقد وخيوط وفي آخرها حفاظة امرأة مستخدمة   أجلكم الله...ثم رسم في نهايتها امرأة عارية وقد كتب في فرجها لفظ الجلالة تقدس الله في علاه....وهكذا في باقي الجدر: سلاسل وأقفال وعليها العقد..... فقلت لإخوانكم : لعل هذا السحر قد ربط لشخص جعلكم الله سببا ليفك سبحانه عن المريض سحره..... وأن يجعل فرجه على أيديكم ..... ثم قلت لإخوانكم : عجلوا بالخروج من هذا البيت فو الله إني خائف أن يسقط علينا السقف(لأجل هذه الشركيات والكفريات) وفي أثناء حديثي إذ أتفاجأ  بزبائل قد جمعت في غرفة ..... وهي على ارتفاع حوالي متر ونصف ..... أنرت بالكشاف في وسط القمامات فرأيت والله عجبا .....لم أره في حياتي : جسد عار وقد أسدل شعره على وجههه مثل اليهود..... فقلت لإخوانكم : لعل هذا من الجن لكنها لا تصمد أمام اسم الله العظيم ، فإن كل كمال وجلال ، وكل فضل وإحسان وخير وبر عند اسم الله، ثم ذكرتهم بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:(( من نزل منزلا ثم قال : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك))  رواه مسلم (7053)
قلت لهم : إن كان جنيا فسيفر وإن كان إنسيا ، فإن الله جل وعلا سيعيننا عليه..... فإذا هو ساحر قد نام في الزبائل والقمامات ..... فلما سألناه عن نومه فيها ، قال : إن الجن تأمرني أن أنام في هذه الزبائل حتى تحقق لي ما أريد.......
فعلمت حقيقة أن الساحر لا يفلح، لا فلاحا دنيويا ولا أخرويا...ففي الدنيا نوم في الزبائل والقمامات ، وعيشة ضنكا، وفي الآخرة :{ ..وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ ..}[الرعد:34] يعيش في عذاب ونكد{وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى }[طه:127] وكل هذا العذاب إلا أنه {وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ..}[الزمر:26]...وبهذا يعلم أن الساحر إن لم يتب فإنه:{... خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ  }[الحج:11]
وكما ترون فإن الساحر يعمل في الظلام...وكذلك إذا ما رأيتهم وجدت وجوههم مسودة ...وإذا ما قرُبت منهم انبعثت منهم رائحة كريهة ...لخبث طويتهم ونجاسة أرواحهم قبل أبدانهم....
وقبل هذه الواقعة كنت لما أقرأ كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه لما يقول عن السحرة: (يكون أحدهم لا يتوضأ، ولا يصلي المكتوبة، بل يكون ملابسا للنجاسات، معاشرا للكلاب ، يأوي إلى الحمامات والقمامين والمقابر والمزابل ، رائحته خبيثة ، لا يتطهر الطهارة الشرعية ، ولا يتنظف... )[الفرقان بين أوليائه الرحمن وأولياء الشيطان ص 55] أتعجب وأقول كيف ينامون في القمامات؟!!ولكن بعد هذا أدركت معنى كلام شيخ الإسلام                  ابن تيمية رحمه الله ...

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق