السبت، 26 مايو 2012

المعجزة الخالدة

قال العلامة محمد عبد العظيم الزرقاني رحمه (المتوفي : 1367هـ)
« وهنا نلفت النظر إلى أن القرآن بما اشتمل عليه من هذه المعجزات الكثيرة قد كتب له الخلود، فلم يذهب بذهاب الأيام ولم يمت بموت الرسول عليه الصلاة والسلام، بل هو قائم في فم الدنيا يحاج كل مكذب، ويتحدى كل منكر، ويدعو أمم العالم جمعاء إلى ما فيه من هداية الإسلام، وسعادة بني الإنسان، ومن هذا يظهر الفرق جليا بين معجزات نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم، ومعجزات إخوانه الأنبياء عليهم أزكى الصلاة وأتم السلام، فمعجزات محمد في القرآن وحده آلاف مؤلفة، وهي متمتعة بالبقاء إلى اليوم، وإلى ما بعد اليوم، حتى يرث الله الأرض ومن عليها، أما معجزات سائر الرسل فمحدودة العدد قصيرة الأمد، ذهبت بذهاب زمانهم وماتت بموتهم، ومن يطلبها الآن لا يجدها إلا في خبر كان، ولا يسلم له شاهد بها إلا هذا القرآن، وتلك نعمة يمنها القرآن على سائر الكتب والرسل وما صح من الأديان، كافة قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ} وقال عز اسمه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} » [مناهل العرفان في علوم القرآن ص 462/دار الحديث]

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق