فالجواب في كلام العالم الهمام الإمام ابن القيم
رحمه الله تعالى إذ يقول:« هذه المسألة فيها قولان للعلماء - هما روايتان عن
الإمام أحمد - وهما: هل يكفي في التوبة من الغيبة للاستغفار للمغتاب أم لا بد من
إعلامه وتحليله ؟ والصحيح أنه لا يحتاج إلى إعلامه بل يكفيه الاستغفار وذكره
بمحاسن ما فيه في المواطن التي اغتابه فيها، وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية
وغيره، والذين قالوا لا بد من إعلامه جعلوا الغيبة كالحقوق المالية، والفرق بينهما
ظاهر فإن الحقوق المالية ينتفع المظلوم بعود نظير مظلمته إليه، فإن شاء أخذها وإن
شاء تصدق بها، وأما في الغيبة فلا يمكن ذلك ولا يحصل له بإعلامه إلا عكس مقصود
الشارع ،فإنه يوغر صدره ويؤذيه إذا سمع ما رُمِي به، ولعله يهيج عداوته ولا يصفو
له أبدا، وما كان هذا سبيله فإن الشارع الحكيم
لا يبيحه ولا يجوزه فضلا عن أن يوجبه ويأمر به، ومدار الشريعة على تعطيل
المفاسد وتقليلها لا على تحصيلها وتكميلها، والله تعالى أعلم»«الوابل الصيب من الكلم الطيب ص 219»
0 التعليقات:
إرسال تعليق