قال الشيخ عبد الرزاق العباد البدر حفظه الله تعالى:
«قوله صلى الله عليه وسلم:(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)وهو مما
يوضح المراد بقوله: (في السماء) لأنك لو قابلت بين أول الحديث وىخره اتضح لك
المعنى، فمثلا إذا قال قائل من اهل الأهواء (في) هنا ظرفية، لأنهم يقولون إذا
قلتم: إن الله في السماء فمعنى ذلك أن السماء محيطة به لأن (في) تفيد الظرفية،
فيقال لهؤلاء: قابلوا بين أول الحديث وآخره، (ارحموا من في الأرض) أي على الأرض.
فإذا قيل لا تستعمل (في) إلا على الظرفية، فيكون معنى الحديث ـ على هذا الفهم ـ ارحموا الديدان
والحشرات الموجودة داخل الأرض، أما الناس الذي يمشون فوق الأرض فلا يشملهم الحديث،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (في الأرض) وهؤلاء فوق الأرض!!
والحق الذي يظهر لكل متأمل: أن قوله صلى الله عليه وسلم: (ارحموا من في
الأرض) أي على الأرض فـ (في) هنا بمعنى (على) وقوله: (يرحمكم من في السماء) أي من
على السماء، فإذا قابلت بين أول الحديث وآخره اتضح لك المعنى»
ثم علق الشيخ عبد الرزاق البدر في الحاشية بقوله: هذه الفائدة لم أرها مكتوبة، وإنما سمعتها من الشيخ الألباني رحمه الله.[تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي ص 85/دار
غراس]
0 التعليقات:
إرسال تعليق