« من هذا الغلام العربي في عباءته؟
من هذا الراعي
الصغير في غنيمته؟
من هذا الصبي
الناشيء على الحمل والرعاية من طفولته؟
من هذا اليافع الذي يأبى إلا أن يعيش من كد يمينه،
ويأكل خبزه إلا بعرق جبينه؟.
هذا محمد بن
عبد الله بن عبد المطلب يتيم الأبوين مكفول عمه أبي طالب، الذي كان يرعى غنما لأهل
مكة لقومه وأهل بلده بالقراريط حتى لا يكون كلا على عمه. هذا هو المهيأ برعايته الغنم،
لرعاية الأمم، هذا هو المنشأ على الكد في العمل الصغير، إعدادا له للنهوض بأعباء العمل
الكبير، هذا هو المربي على العمل بالفلس، ليشب على خلق الاعتماد على النفس، هذا هو
المعد لختم النبوة والرسالة وإظهار أكمل مثال للبشربة، يحمل أعظم آية من وحي الله،
ويدعو إلى السعادة الدنيوية والأخروية وأقصى ما يمكن أن يصل إليه الناس من كمال»«مجالس
التذكير من حديث البشير النذير» (163).
0 التعليقات:
إرسال تعليق