الأربعاء، 27 مارس 2013

كلام جميل من الإمام ابن القيم عن حقيقة أثر العبادة


«وأما إلهه الحق فلا بد له منه في كل وقت وفي كل حال وأينما كان، فنفس الإيمان به ومحبته وعبادته وإجلاله وذكره هو غذاء الإنسان، وقوته وصلاحه وقوامه كما عليه أهل الإيمان، ودلت عليه السنة والقرآن، وشهدت به الفطرة والجنان، لا كما يقوله من قل نصيبه من التحقيق والعرفان، وبخس حظه من الإحسان : إن عبادته وذكره وشكره تكليف ومشقة لمجرد الابتلاء والامتحان، أو لأجل مجرد التعويض بالثواب المنفصل كالمعاوضة بالأثمان، أو لمجرد رياضة النفس وتهذيبها ليرتفع عن درجة البهيم من الحيوان، كما هي مقالات من بخس حظه من معرفة الرحمن، وقل نصيبه من ذوق حقائق الإيمان، وفرح بما عنده من زبد الأفكار وزبالة الأذهان، بل عبادته ومعرفته وتوحيده وشكره قرة عين الإنسان، وأفضل لذة للروح والقلب والجنان، وأطيب نعيم ناله من كان أهلا لهذا الشان والله المستعان وعليه التكلان..» « إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان (1/31)»

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق