«فاعلم أنه لا ريب أن الصَّلَاةَ قرة عُيون المحبين، و
لذة أرواح الموحدين، و بستان العابدين و لذة نفوس الخاشعين، و محك أحوال الصادقين،
و ميزان أحوال السالكين، و هي رحمةُ الله المهداة إلى عباده المؤمنين .
هداهم إليها، و عرَّفهم
بها، و أهداها إليهم على يد رسوله الصادق الأمين، رحمة بهم، و إكراما لهم، لينالوا
بها شرف كرامته، و الفوز بقربه لا لحاجة منه إليهم، بل منَّة منه، و تفضَّلا عليهم،
و تعبَّد بها قلوبهم و جوارحهم جميعا، و جعل حظ القلب العارف منها أكمل الحظين و أعظمهما؛
و هو إقباله على ربِّه سبحانه، و فرحه و تلذذه بقربه، و تنعمه بحبه، و ابتهاجه بالقيام
بين يديه، و انصرافه حال القيام له بالعبودية عن الالتفات إلى غير معبوده، و تكميله
حقوق حقوق عبوديته ظاهرا و باطنا حتى تقع على الوجه الذي يرضاه ربه سبحانه» « أسرار الصلاة»
0 التعليقات:
إرسال تعليق