أحببت من خلال هذه الوريقات المتواضعة أن أُقرِّب بعض المسائل
المتعلقة بالرقية الشرعية، وبخاصة (صفتها) التي كثيرا ما يُسأل عنها المشايخ
والدعاة، وفق الله الجميع.
كما أنّه من الأسباب
التي جعلتني أسطِّر هذه السطور أَنّه كَثُرَ في الآونة الأخيرة الحديث عن الرقية
الشرعية، وازدحمت أبواب الرقاة بالناس صغار وكبارا نساء ورجالا، وإن كنا لا ننكر
أن الله سبحانه وتعالى قد نفع بالكثير من الرقاة الأفاضل ـ جزاهم الله خيرا ـ إلا أنه اختلط الأمر على
عوام الناس وأصبح الكثير منهم لا يفرق بين الراقي الشرعي، وبين الساحر والكاهن
خاصة وأن هذا الأخير أصبح يستعمل القرآن لتمويه وخداع زبائنه والله المستعان.
كذلك من الأسباب أنه اختلط الحابل بالنابل في مفاهيم
الكثير لعدم توضيح طريقة الرقية الشرعية للمرضى، فترى الواحد منهم قد يتجشم
المسافات الطويلة ليطلب من الراقي أن يرقي له قارورة ماء، و في الحقيقة قد تكون
رقيته شخصيا للماء أنفع، ولكنه لم يُوَجَّه ولم يُنْصَح ويُصَحَّح.
كما أنه من الأسباب أن بعض الناس يظن أن الرقية أمر جد
صعب ويتطلب حفظ آيات مخصصة في كتاب الله، ولم يدر أنَّ ما عنده في صدره من القرآن
(آية الكرسي، الفلق، الناس..) جد نافع وللمرض مزيل ورافع بإذن الله تعالى.
لأجل هذا وذاك كتبت هذه الوريقات بأسلوب بسيط ليس
بالطويل الممل، ولا المختصر المخل، راجيا من الله أن يرزقنا سديد الأقوال و صالح
الأعمال.