«قال عصام بن المصطلق: دخلت المدينة فرأيت الحسن بن علي رضي
الله عنهما، فأعجبني سمته وحسن روائه؛ فأثار مني الحسد ما كان يجنه صدري لأبيه من البغض؛
فقلت: أنت ابن أبي طالب! قال نعم.
فبالغت في شتمه وشتم
أبيه؛ فنظر إلي نظرة عاطف رؤوف، ثم قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن
الرحيم ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ﴾ فقرأ إلى قوله: ﴿فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾ ثم قال لي: خفض عليك، استغفر الله
لي ولك إنك لو استعنتنا أعناك، ولو استرفدتنا أرفدناك، ولو استرشدتنا أرشدناك.
فتوسم في الندم على ما فرط مني فقال: ﴿لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ
الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [يوسف: 92] أمن أهل الشأم أنت؟ قلت نعم، فقال:
شنشنة أعرفها من أخزم.
حياك الله وبياك، وعافاك، وآداك؛ انبسط إلينا في حوائجك وما
يعرض لك، تجدنا عند أفضل ظنك، إن شاء الله.
قال عصام: فضاقت
علي الأرض بما رحبت، ووددت أنها ساخت بي؛ ثم تسللت منه لواذا، وما على وجه الأرض أحب
إلي منه ومن أبيه»[الجامع لأحكام القرآن(7/351)]
0 التعليقات:
إرسال تعليق