قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
[" وَالْأَحَادِيث كُلّهَا مُتَّفِقَة عَلَى أَنَّ " نَسْتَعِينهُ وَنَسْتَغْفِرهُ وَنَعُوذ بِهِ " بِالنُّونِ , وَالشَّهَادَتَانِ بِالْإِفْرَادِ , وَأَشْهَد أَنْ لَا إِلَه إِلَّا اللَّه وَأَشْهَد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْده وَرَسُوله " . قَالَ شَيْخ الْإِسْلَام اِبْن تَيْمِيَة : لَمَّا كَانَتْ كَلِمَة الشَّهَادَة لَا يَتَحَمَّلهَا أَحَد عَنْ أَحَد , وَلَا تُقْبَل النِّيَابَة بِحَالٍ أَفْرَدَ الشَّهَادَة بِهَا . وَلَمَّا كَانَتْ الِاسْتِعَانَة وَالِاسْتِعَاذَة وَالِاسْتِغْفَار يُقْبَل ذَلِكَ , فَيَسْتَغْفِر الرَّجُل لِغَيْرِهِ , وَيَسْتَعِين اللَّه لَهُ , وَيَسْتَعِيذ بِاَللَّهِ لَهُ , أَتَى فِيهَا بِلَفْظِ الْجَمْع , وَلِهَذَا يَقُول : اللَّهُمَّ أَعِنَّا , وَأَعِذْنَا , وَاغْفِرْ لنا.. . وَفِيهِ مَعْنًى آخَر , وَهُوَ أَنَّ الِاسْتِعَانَة وَالِاسْتِعَاذَة وَالِاسْتِغْفَار طَلَب وَإِنْشَاء , فَيُسْتَحَبّ لِلطَّالِبِ . أَنْ يَطْلُبهُ لنفسه ولإخوانه الْمُؤْمِنِينَ , وَأَمَّا الشَّهَادَة فَهِيَ إِخْبَار عَنْ شَهَادَته لِلَّهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَلِنَبِيِّهِ بِالرِّسَالَةِ , وَهِيَ خَبَر يُطَابِق الْقَلْب وَتَصْدِيقه , وَهَذَا إِنَّمَا يُخْبِر بِهِ الْإِنْسَان عَنْ نَفْسه لِعِلْمِهِ بِحَالِهِ , بِخِلَافِ إِخْبَاره عَنْ غَيْره , فَإِنَّهُ إِنَّمَا يُخْبِر عَنْ قَوْله وَنُطْقه , لَا عَنْ عَقْد قَلْبه . وَاَللَّه أَعْلَم][تهذيب السنن(3/54)]
0 التعليقات:
إرسال تعليق