روى ابن أبي حاتم عن رجل من آل سعيد بن العاص قال: كان آخر خطبة عمر بن عبد العزيز أن حمد الله وأثنى عليه ،
ثم قال : أما بعد، فإنكم لم تُخلقوا عبثاً، ولن تُتركوا سدىً، وإنَّ لكم معاداً
ينزل الله فيه للحكم بينكم ، والفصل بينكم ، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله، وحُرم
جنّة عرضها السماوات والأرض، ألم تعلموا أنه لا يأمن غداً إلا من حذر اليوم وخافه،
وباع نافذا بباق، وقليلاً بكثير، وخوفاً بأمان، ألا ترون أنكم من أصلاب الهالكين، وسيكون من بعدكم
الباقين، حتى تردون إلى خير الوارثين ؟ ثم إنكم في كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً
إلى الله عز وجل، قد قضى نحبه، وانقضى أجله، حتى تغيِّبوه في صَدْع من الأرض ، في
بطن صدع غير ممهَّد ولا موسَّد ، قد فارق الأحباب ، وباشر التراب ، وواجه الحساب ،
مُرْتَهَن بعمله ، غنيٌّ عمَّا ترك ، فقير إلى ما قدَّم ، فاتقوا الله ـ عباد الله
ـ قبل انقضاء مواثيقه ، ونزول الموت بكم ،
ثم جعل طرف ردائه على وجهه فبكى وأبكى من حوله» تفسير ابن أبي حاتم (8/2012)
0 التعليقات:
إرسال تعليق