الاثنين، 3 سبتمبر 2012

الشريعة الإسلامية كمالها وشمولها

قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
« ولا إله إلا الله الذي في شرعه أعظم آية تدل على تفرده بالإلهية، وتوحده بالربوبية، وانه الموصوف بصفات الكمال المستحق لنعوت الجلال، الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى وله المثل الأعلى، فلا يدخل السوء في أسمائه ولا النقص والعيب في صفاته ولا العبث ولا الجور في أفعاله، بل هو منزه في  ذاته وأوصافه وأفعاله وأسمائه عما يضاد كماله بوجه من الوجوه، وتبارك اسمه وتعالى جده وبهرت حكمته وتمت نعمته وقامت على عباده حجته ،والله أكبر كبيرا أن يكون في شرعه تناقض واختلاف فلو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا بل هي شريعة مؤتلمة  النظام متعادلة الأقسام ، مبرأة من كل نقص مطهرة من كل دنس، مسلمة لا شية فيها، مؤسسة على العدل والحكمة والمصلحة والرحمة، قواعدها ومبانيها إذا حرمت فسادا حرمت ما هو أولى منه أو نظيره، وإذا رعت صلاحا رعت ما هو فوقه أو شبهه، فهي صراطه المستقيم الذي لا أمت فيه ولا عوج، وملته الحنيفية السمحة التي لا ضيق فيها ولا حرج، بل هي حنيفية التوحيد سمحة العمل لم تأمر بشيء فيقول العقل لو نهت عنه لكان أوفق، ولم تنه عن شيء فيقول الحجى لو أباحته لكان أرفق، بل أمرت بكل صلاح ونهت عن كل فساد، وأباحت كل طيب وحرمت كل خبيث، فأوامرها غذاء ودواء، ونواهيها حمية وصيانة وظاهرها زينة لباطنها وباطنها أجمل من ظاهرها ،شعارها الصدق وقوامها الحق، وميزانها العدل وحكمها الفضل»[ إعلام الموقعين عن رب العالمين (3/207)]

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق