الاثنين، 24 سبتمبر 2012
السبت، 22 سبتمبر 2012
من جميل كلام الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله:8: في الجزائر
" في الجزائر مواريث ثمينة، ومعادن دفينة، وخصائص مكينة من فضائل جذمين عريقين هما يعرب ومازيغ، ومن مآثر أمّتين عظيمتين هما العرب والبربر، فكل ما عرفه التاريخ عن الأمّتين من الأخلاق الكريمة والفضائل، وشهد به وسجّل، هو متماثل متقارب فيهما كالشجاعة والشهامة والإباء والحفاظ وحماية الحقيقة، والكرم والصدق في القول والفعل، والوفاء بالعهد والوعد، والمحافظة على الجار إلى حدّ الموت في سبيله، والانتصار للضعيف، والإحسان في محلّه، وإغاثة الملهوف، يصرف ذلك كله فيهم قلوب ذكية ومعاطس حمية، وكل ذلك ظاهر المخايل والمشابه في أخلافهم الجزائريين المتحدرين من تلك السلائل الكريمة." [آثار الإمام الإبراهيمي(5/185)]
قصة طريفة يحكيها الإمام الإبراهيمي عن الأمير عبد القادر
قال الإمام محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله: " حدّثني الأمير عبد القادر بن الأمير علي الجزائري- رحمهما الله- بدمشق، قال: كانت لنا بنت في الخامسة من عمرها، فقدّمناها إلى مدرسة من نوع رياض الأطفال بمدينة "بروسه" من الأناضول (وكانوا مقيمين بها في الحرب العالمية الأولى). قال: فكانت دايتها لا تذهب بها إلا في حالة من الحرد والصراخ تخشى معها على حياتها، وكانت الداية تذهب إلى المدرسة بها وتجيء مرّات في اليوم، قال: وما هي إلا أيام حتى جذبتها المعلمة بلطف مدخلها إلى نفسها، فأصبحت تفعل حين تريدها الداية على الرواح أكثر مما كانت تفعل حين تريدها على الغدو من البكاء والإعوال، وزاد بها الحال حتى اضطرّت المعلمة إلى اصطحابها معها إلى بيتها فلا تأتينا بها إلا نائمة، فإذا أفاقت أنكرت أمها وفراشها وذعرت حتى لنضطر أحيانًا إلى إرجاعها إلى المعلمة ليلًا. قال: وكان من أثر تلك المعاملة أن حذقت البنت كل ما لقنته في الروضة، وانبنى مستقبلها على ماض متين. "[آثار الإمام الإبراهيمي(2/113)]
الأربعاء، 19 سبتمبر 2012
زينة الدهر
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله:
"لم يزل ذكر نبينا صلى الله عليه وسلم منشورا ..أُخِذ له ميثاق الأنبياء على تصديقه، في بعض درسه علم إدريس، في ضمن وجده حزن يعقوب، في سر جِدِّه صبر أيوب، في طي خوفه بكاء داود، بعض غنى نفسه يزيد على ملك سليمان، عَبَر بعْد خُلِّ خلال الخلة للخليل، ونال تكليم موسى، واسترجح له النظر عند قاب قوسين، فهو جملة الجمال وكل الكمال، وواسطة العقد وزينة الدهر، يزيد على الأنبياء زيادة الشمس على البدر، والبحر على القطر، فهو صدرهم وبدرهم وعليه مدار أمرهم، قطب فلكهم، عين كتيبتهم، واسطة قلادتهم، نقش فصهم بيت قصيدتهم حاتمهم خاتمهم :
شمس ضحاها هلال ليلتها ... در تقاصيرها زبرجدها " [المدهش(1/250)]
إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ
قال الله تعالى:{ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴿3﴾}[ سورة الكوثر]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
[{ إن شانئك هو الأبتر } وهذا يرجع إلى ما قلناه من أن الأبتر الذي إذا مات انقطع ذكره، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه انقطع ذكر،ه وحاشا وكلا بل قد أبقى الله ذكره على رؤوس الأشهاد ، وأوجب شرعه على رقاب العباد ، مستمرا على دوام الآباد ، إلى يوم المحشر والمعاد، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم التناد ][ (4/727)]
محمد رسول الله
قال الله تعالى:{ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ ﴿31﴾} [سورة الزخرف]
قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى:
(وقولهم { لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْءانُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ }لو عرفوا حقائق الرجال والصفات التي يعرف بها علو قدر الرجل وعظم منزلته عند الله وعند خلقه لعلموا أن محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صلى الله عليه وسلم هو أعظم الرجال قدرا ، وأعلاهم فخرا ، وأكملهم عقلا ، وأغزرهم علما ، وأجلهم رأيا وعزما وحزما ، وأكملهم خلقا وأوسعهم رحمة وأشدهم شفقة وأهداهم واتقاهم
هو قطب دائرة الكمال، وإليه المنتهى في أوصاف الرجال، ألا وهو رجل العالم على الإطلاق، يعرف ذلك أولياؤه و أعداؤه، فكيف يفضل عليه المشركون من لم يشم مثقال ذرة من كماله؟َََََََ ومن جرمه ومنتهى حمقه أن يجعل إلهه الذي يعبده ويدعوه ويتقرب إليه صنما أو شجرا أو حجرا لا يضر ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع، وهو كلٌّ على مولاه يحتاج لمن يقوم بمصالحه، فهل هذا إلا من فعل السفهاء}(ص 765)
أعظم معجزة لأعظم نبي
قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
[قال كثير من العلماء : (بعث الله كل نبي من الأنبياء بما يناسب أهل زمانه، فكان الغالب على زمان موسى عليه السلام السحر وتعظيم السحرة ،فبعثه الله بمعجزة بهرت الأبصار وحيرت كل سحار، فلما استيقنوا أنها من عند العظيم الجبار انقادوا للإسلام، وصاروا من عباد الله الأبرار، وأما عيسى عليه السلام، فبعث في زمن الأطباء وأصحاب علم الطبيعة فجاءهم من الآيات بما لا سبيل لأحد إليه إلا أن يكون مؤيدا من الذي شرع الشريعة،فمن أين للطبيب قدرة على إحياء الجماد، أو على مداواة الأكمه والأبرص، وبعث من هو في قبره رهين إلى يوم التناد، وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم بعث في زمان الفصحاء والبلغاء ونحارير الشعراء، فأتاهم بكتاب من الله عز وجل، لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثله، أو بعشر سور من مثله، أو بسورة من مثله، لم يستطيعوا أبدا ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وما ذاك إلا لأن كلام الرب عز وجل لا يشبه كلام الخلق أبدا)] (1/476)
إنها بعثة محمد صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى:{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلَا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
﴿19﴾}[سورة المائدة]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
(والمقصود أن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم على فترة من الرسل، وطموس من السبل،وتغير الأديان، وكثرة عبادة الأوثان والنيران والصلبان، فكانت النعمة به أتم النعم، والحاجة إليه أمر عمم، فإن الفساد كان قد عم جميع البلاد، والطغيان والجهل قد ظهر في سائر العباد ،إلا قليلا من المتمسكين ببقايا من دين الأنبياء الأقدمين، من بعض أحبار اليهود وعباد النصارى والصابئين ) [(2/51)]
الاثنين، 10 سبتمبر 2012
لطائف قرآنية31: فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ
قال الله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ * وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ * إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾
قال الإمام السعدي رحمه الله:
« { أَلَمْ تَرَ } غوايتهم وشدة ضلالهم { أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ } من أودية الشعر، { يَهِيمُونَ } فتارة في مدح، وتارة في قدح، وتارة في صدق، وتارة في كذب، وتارة يتغزلون، وأخرى يسخرون، ومرة يمرحون، وآونة يحزنون، فلا يستقر لهم قرار، ولا يثبتون على حال من الأحوال»" تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص599"
لطائف قرآنية30: وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
قال الله تعالى:﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾[النحل:8]
قال الإمام السعدي رحمه الله:
« مما يكون بعد نزول القرآن من الأشياء، التي يركبها الخلق في البر والبحر والجو، ويستعملونها في منافعهم ومصالحهم، فإنه لم يذكرها بأعيانها، لأن الله تعالى لا يذكر في كتابه إلا ما يعرفه العباد، أو يعرفون نظيره، وأما ما ليس له نظير في زمانهم فإنه لو ذكر لم يعرفوه ولم يفهموا المراد منه، فيذكر أصلا جامعا يدخل فيه ما يعلمون وما لا يعلمون»" تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص436"
لطائف قرآنية29: تقديم المصالح
قال الله تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة:122]
قال الإمام السعدي رحمه الله:
« وفي هذه الآية أيضا دليل وإرشاد وتنبيه لطيف، لفائدة مهمة، وهي: أن المسلمين ينبغي لهم أن يعدوا لكل مصلحة من مصالحهم العامة من يقوم بها، ويوفر وقته عليها، ويجتهد فيها، ولا يلتفت إلى غيرها، لتقوم مصالحهم، وتتم منافعهم، ولتكون وجهة جميعهم، ونهاية ما يقصدون قصدا واحدا، وهو قيام مصلحة دينهم ودنياهم، ولو تفرقت الطرق وتعددت المشارب، فالأعمال متباينة، والقصد واحد، وهذه من الحكمة العامة النافعة في جميع الأمور»" تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص155"
لطائف قرآنية28: حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ
قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ﴾ [المائدة:55 ـ56]
قال الإمام السعدي رحمه الله:
« وهذه بشارة عظيمة، لمن قام بأمر الله وصار من حزبه وجنده، أن له الغلبة، وإن أديل عليه في بعض الأحيان لحكمة يريدها الله تعالى، فآخر أمره الغلبة والانتصار، ومن أصدق من الله قيلا» " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ص236"
الأربعاء، 5 سبتمبر 2012
كتاب [كيف تغُضُ بصرك]
سؤال طُرح على شيخنا عبد الرزاق العباد البدر حفظه الله أثناء شرحه لكتاب: " التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح" للزبيدي رحمه الله، بالمسجد النبوي، وكان هذا الدرس يوم الثلاثاء 18 جمادى الأولى 1433هـ، وقد كنت من الحاضرين ولله الحمد، فاستأذنت الشيخ في تفريغ الجواب ونشره لتعم الفائدة بإذن الله، فما كان من الشيخ إلا الموافقة ولله الحمد، فجزاه الله خيرا.
الاثنين، 3 سبتمبر 2012
الشريعة الإسلامية كمالها وشمولها
قال الإمام ابن القيم رحمه الله:
« ولا إله إلا الله الذي في شرعه أعظم آية تدل على تفرده بالإلهية، وتوحده بالربوبية، وانه الموصوف بصفات الكمال المستحق لنعوت الجلال، الذي له الأسماء الحسنى والصفات العلى وله المثل الأعلى، فلا يدخل السوء في أسمائه ولا النقص والعيب في صفاته ولا العبث ولا الجور في أفعاله، بل هو منزه في ذاته وأوصافه وأفعاله وأسمائه عما يضاد كماله بوجه من الوجوه، وتبارك اسمه وتعالى جده وبهرت حكمته وتمت نعمته وقامت على عباده حجته ،والله أكبر كبيرا أن يكون في شرعه تناقض واختلاف فلو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا بل هي شريعة مؤتلمة النظام متعادلة الأقسام ، مبرأة من كل نقص مطهرة من كل دنس، مسلمة لا شية فيها، مؤسسة على العدل والحكمة والمصلحة والرحمة، قواعدها ومبانيها إذا حرمت فسادا حرمت ما هو أولى منه أو نظيره، وإذا رعت صلاحا رعت ما هو فوقه أو شبهه، فهي صراطه المستقيم الذي لا أمت فيه ولا عوج، وملته الحنيفية السمحة التي لا ضيق فيها ولا حرج، بل هي حنيفية التوحيد سمحة العمل لم تأمر بشيء فيقول العقل لو نهت عنه لكان أوفق، ولم تنه عن شيء فيقول الحجى لو أباحته لكان أرفق، بل أمرت بكل صلاح ونهت عن كل فساد، وأباحت كل طيب وحرمت كل خبيث، فأوامرها غذاء ودواء، ونواهيها حمية وصيانة وظاهرها زينة لباطنها وباطنها أجمل من ظاهرها ،شعارها الصدق وقوامها الحق، وميزانها العدل وحكمها الفضل»[ إعلام الموقعين عن رب العالمين (3/207)]
الأحد، 2 سبتمبر 2012
لطائف قرآنية:26: ماذا يحول بينك وبين رحمة الله؟
قال الله تعالى:﴿ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ﴾ [الأعراف:17]
قال الإمام ابن كثير رحمه الله:
"عن قتادة: أتاهم {مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ} فأخبرهم أنه لا بعث ولا جنة ولا نار
{وَمِنْ خَلْفِهِمْ} من أمر الدنيا فزيَّنها لهم ودعاهم إليها و { عَنْ أَيْمَانِهِم } من قبل حسناتهم بطأهم عنها {وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ } زين لهم السيئات والمعاصي، ودعاهم إليها، وأمرهم بها.
آتاك يا ابن آدم من كل وجه، غير أنه لم يأتك من فوقك، لم يستطع أن يحول بينك وبين رحمة الله"[ تفسير القرآن العظيم (3/394)]