الأربعاء، 14 مارس 2012

العبادة أساس السعادة

لسعادة وما أدراك ما السعادة !
إنها درة منشودة...وغاية مفقودة..
كل إنسان يسعى لتحصيلها.. وكل واحد يسارع لتحقيقها..
لا فرق في ذلك بين صغير وكبير..عزيز وحقير..أمير ووزير..غني وفقير..
بل كلهم أجمعون لأجلها يتنافسون، وعلى طريقها يتسابقون، بل وفي حلبتها يتقاتلون، ولكن في تحديدها يختلفون..
فبعضهم جعلها في المال والثروات، فأخذ يُمضي يومه في التجارات، وليله في الحسابات، والآخر يقضي السنين في المدارس والجامعات، ليُوظّف بأرفع المرتبات..
وآخر جعلها في النساء، فجعل يبحث عن الحسناء، وآخر جعلها في بناء أفخر القصور والعقارات، واقتناء آخر وأجمل السيارات، وغيرها من الشهوات:﴿ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ [آل عمران:14]
وإن منا لا ننكر أن هذه الأمور من أسباب السعادة، ولكنها تحتاج إلى ما يكملها ويتمها، لأن الواقع أفضل دليل، فمن الناس من حصَّل هذه المذكورات، ولكنه في المقابل عاش حزينا ومات كئيبا.
قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
« إن راحة القلب وسروره، وزوال همومه وغمومه، هو المطلب لكل أحد، وبه تحصل الحياة الطيبة، ويتم السرور والابتهاج، ولذلك أسباب دينية، وأسباب طبيعية، وأسباب عملية، ولا يمكن اجتماعها كلها إلا للمؤمنين، وأما من سواهم فإنها وإن حصلت لهم من وجه وسبب يجاهد عقلاؤهم عليه، فاتتهم من وجوه أنفع وأثبت وأحسن حالا ومآلا »«الوسائل المفيدة للحياة السعيدة» ص 7إن العبادة هي أساس السعادة
فمن أعظم أسباب السعادة في الدارين الإيمان مع العمل الصالح ،قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ [النحل: 97]والله الموفق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق