تابع القراءة ....
[الحافظ محمد الجوندلوي من كبار علماء الحديث والتفسير والفقه، ومن كبار علماء باكستان توفي رحمه الله عام 1405هـ، ولقد درّس صحيح البخاري أكثر من خمسين مرة وكان يحفظ فتح الباري غيبا، وقد ذكر العلامة إحسان إليهي ظهير رحمه الله وهو خَنَتُهُ – أي زوج ابنته- أنه  لم يقرأ الصحف والأخبار لقوة حافظته ولأنه كان إذا قرأ شيئا حفظه][تعظيم السنة النبوية ص 28 للدكتور عاصم القيروتي وهو من طلابه ]
" وشهدت شيخ الإسلام  (أي ابن تيمية رحمه الله )قدس الله روحه إذا أعيته المسائل واستصعبت عليه، فر منها إلى التوبة والاستغفار والاستغاثة بالله واللَّجإ إليه،  واستنزال الصواب من عنده والاستفتاح من خزائن رحمته،  فقلما يلبث المدد الإلهي أن يتتابع عليه مدا،  وتزدلف الفتوحات الإلهية إليه بأيتهن يبدأ،  ولا ريب أن من وفق لهذا الافتقار علما وحالا وسار قلبه في ميادينه بحقيقة وقصد فقد أعطى حظه من التوفيق،  ومن حرمه فقد منع الطريق والرفيق،  فمتى أعين مع هذا الافتقار ببذل الجهد في درك الحق فقد سلك به الصراط المستقيم،  وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم "[إعلام الموقعين عن رب العالمين (4/173)]
(إلهي: لو أردت إهانتنا لم تهدنا، ولو أردت فضيحتنا لم تسترنا، فتم اللهم ما به بدأتنا، ولا تسلبنا ما به أكرمتنا.
كيف نوفِّق بين قول الحافظ عبد الغني المقدسي في عقيدته:(ومن قال يخلو العرش عند النزول أو لا يخلو فقد أتى بقول مبتدع و رأي مخترع)، وكلام علماء أهل السنة قديما وحديثا حول هذه المسألة ؟
[فإن أولى ما يتنافس به المتنافسون، وأحرى ما يتسابق في حلبة سباقه المتسابقون، ما كان بسعادة ومعاده كفيلا، وعلى طريق هذه السعادة دليلا، وذلك العلم النافع والعمل الصالح اللذان لا سعادة للعبد إلا بهما ، ولا نجاة له إلا بالتعلق بسببهما، فمن رزقهما فقد فاز وغنم، ومن حرمهما فالخير كله حرم، وهما مورد انقسام العباد إلى مرحوم ومحروم، وبهما يتميز البر من الفاجر، والتقي من الغوي،لم من المظلوم ولما كان العلم للعمل قرينا وشافعا، وشرفه لشرف معلومه تابعا،كان أشرف العلوم على الإطلاق علم التوحيد، وأنفعهما علم أحكام أفعال العبيد، ولا سبيل إلى اقتباس هين النورين، وتلقي هذين العلمين، إلا من مشكاة مَنْ قامت الأدلة القاطعة على عصمته، وصرحت الكتب السماوية بوجوب طاعته ومتابعته، وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى﴿ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ ]  [إعلام الموقعين عن رب العالمين ص 13 ]
[والذي أنصحُ به إخواني هو " تفسير ابن كثير " ؛ فإنه من أعظم التّفاسير وأحسنها طريقة ومنهجًا، لأنه يفسّر القرآن بالقرآن أولاً، ثم بالسنة النبوية، ثم بأقوال السلف، ثم بمقتضى اللغة العربية التي نزل بها؛ فهو تفسير متقن وموثوق .
{...سبحان من جعل كلامه لأدواء الصدور شافيا، وإلى الإيمان وحقائقه مناديا ،وإلى الحياة الأبدية والنعيم المقيم داعيا، وإلى الطريق الرشاد هاديا، لقد أسمع منادي الإيمان لو صادف آذانا واعية ،وشفت مواعظ القرآن لو وافقت قلوبا خالية، ولكن عصفت على القلوب أهوية الشبهات والشهوات، فأطفأت مصابيحها، وتمكنت منها أيدي الغفلة والجهالة فأغلقت أبواب رشدها وأضاعت مفاتيحها، وران عليها كسبها فلم ينفع فيها الكلام ،وسكرت بشهوات الغي وشهادة الباطل، فلم تصغ بعده إلى الملام ،ووعظت بمواعظ أنكى فيها الأسنة والسهام، ولكن ماتت في بحر الجهل والغفلة، وأسر الهوى والشهوة وما لجرح بميت إيلام}.   (الوابل الصيب من الكلام الطيب ص 72)