الأحد، 4 ديسمبر 2016

خاطرة: إلى المُثَبِّطِين..كُفُّوا عَنَّا تَثْبِيطَكُمْ



إنَّ مِن عُنْفُوَانِ الأَسَى وَاللَّوْعَة فِي ظِلِّ غَيَاهِبِ الحَيَاة تَحْتَ حَرِّ قِلَّةِ الرَّفِيق، وَشُحِّ النَّاصِح الشَّفِيق.. نَرَى فِئَامًا مِنَ النَّاس قَدْ تَجَهَّزُوا وَتَجَيَّشُوا لِيَرْمُوا إِخْوَانَهُم المُجِدِّين المُجْتَهِدِين بِرِمَاح السِّلْبْيَّة وَسِهَام الانْهِزَامِيَّة..
فَكَمْ مِنْ كَلِمَةٍ مِنْهُمْ هَدَمَتْ صَرْحَ عَمَلٍ خَيْرِيّ،
وَكَمْ مِنْ عِبَارَةٍ مِنْهُمْ ضَيَّعَتْ طَالِبَ عِلْمٍ شَرْعِيّ،
حُرُوفٌ مُبَعْثَرَة جَارِحَة غَيْر نَاصِحَة فِي مُسُوخ أَنْفُس جَائِرَة أَصَابَتْ فَرِيسَتَهَا عَلَى حِينِ غَفْلَة فَأَرْدَتْهَا فِي الحَافِرَة، شَلَّتْهَا عَلَى التَّطَوُّر وَالازْدِهَار، وَالنَّفْع وَالإِكْبَار وَالابْتِكَار.
فَيَا الله كَمْ مِنْ مَوَاهِبَ ضُيِّعَتْ َفأُهْمِلَتْ..يَا لَيْتَهَا صُقِلَتْ وَوُجِّهَتْ فَنَفَعَتْ، لَكِنَّهَا قُتِلَتْ وَجُعِلَتْ تَحْتَ ثَرَى النِّسْيَان وَلَوْ شُجِّعَتْ لَكَانَتْ لَبِنَةً فِي أَعْظَمِ بُنْيَان.
فَإِلى الغَارِقِينَ فِي بِحَارِ الانْهِزَامِيَّة، القَابِعِينَ فِي سُجُونِ الدُّوِنِيَّة ارْبِعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ وَإِخْوَانِكُمْ، لَا لِلتَّثْبِيط وَلَكِنْ دَعْوَةٌ لِلتَّثْبِيت، شَجِّعُوا إِخْوَانَكُمْ العَالِمِينَ العَامِلِين، وَاغْرِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ شَجَرَةَ التَّفَاؤُل  فَإِنَّ ظِلَالَهَا وَارِفَة وَثِمَارُها وَافِرَة .
فَلَابُدَّ مِنَ التَّكَاتُف وَالتَّآلُف ..وَحُبِّ الخَيْر لِلْغَيْر.
فَكَمْ مِنْ صُورَةٍ مُشْرِقَةٍ رُسِمَتْ عَلَى لَوْحَةِ المُجْتَمَع، وَكَمْ مِنْ بَسْمَةٍ أَشْرَقَتْ عَلَى ظُلْمَةِ المَرَضِ وَالفَقْر وَالجَهْل فَبَدَّدَتْهَا بِأَنْوَارٍ مُشْرِقَة: فَهَذَا يَنْصَح وَهَذَا يُصَحِّح، وَذَاك يُعِين وَالآخَرُ يُسَاعِد..وَهَكَذَا تَسِيرُ سَفِينَةُ النَّجَاة عَلَى أَمْوَاج الحَيَاة بِسَلَام وَأَمَان وَاطْمِئْنَان، تَحْتَ نَسِيمِ الأُخُوَّة وَعَبَقِ الأُلْفَة تَحْتَ مَظَلَّةِ ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى﴾.


 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق