إن من العجائب و العجائب جمة ..أني أعيش في قلب أمي و
هو يعيش في قلبي..
مَلَكْتِ قَلْبِي وَ أَنْتِ فِيهِ * كَيْفَ حَوَيْتِ الَّذِي
حَوَاكَا
سبحان من مزج الأرواح، ونشر بقربها الأفراح، وأذهب
بحبها الأتراح..
الأم: حرفان رقيقان.. جميلان براقان.. بالحنان ينبضان..
أ: أمل لتحقيق النجاح و الفلاح.. الدنيوي و الأخروي..
م: محبة كاملة، و رأفة شاملة..
الأم مخلوق طريف، وظل خفيف..فضائلها لا تعد و لا
تحد..لا تحصى و لا تستقصى..
إِذَا شَئْتَ أَنْ تَلْقَى المَحَاسِنَ كُلَّهَا * فَفِي
وَجْهِ مَنْ تَهْوَى جَمِيعُ المَحَاسِنِ
حملتْ.. و ضعتْ.. أرضعت.. نظَّفت.. أطعمت.. أشربت..
ألبست...
كم من دمعة مسحتها..و بسمة غرستها..تُبَدِّد غيوم
الأحزان..و تَغْرِسُ بَدَلَها أزهار السَّعَادة في بستان الحنان..
إذا أكل أبناؤها شبعت..و إذا ناموا ارتاحت..
الله أكبر أي قلب كقلب الأم؟! يحمل لأجلهم الهمّ والغمّ..
قلب أمي قلب طفل بريء : يتعب لتلعب..يترح لتفرح و
تمرح..
في قلب أمي تتبدد ظلمات الحياة ..بنور البر و النجاة..
لا تسألني أين تقيم؟ فأنا لا أجيد (السين) و(الجيم)..
فأنا أقيم في قلب أمي فهو روضة غناء، وجنة روعاء..
لا تسألني من أحب حبيب؟
فإن الترتيب.. للبعيد و القريب ..يستلزم جعلها أولى
الأولى و هذا ﴿مِنْ
قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ﴾، فَلْيَلُمْنِي
اللُّوَّمُ...
لِي حِبِيبٌ كَمُلَتْ أَوْصَافُهُ * حُقَّ لِي فِي حُبِّهِ
أَنْ أُعْذَرَا
إن السجين ليؤمل خروجه من سجنه فيكن حرا..ولكن اسجنوني
في قلبي أمي..
حدِّدُوا فيه الحدود..قيدوني بالقيود..فأنا أكتسي فيه
بالعطف، و أطعم هناك باللطف..فلا الطعام يطعمني..و لا الشراب يسقيني..و لكنه حنان
أمي يناديني يناديني..
فهذه كلمات ولدت من رحم الصفاء، وفطمت بلبن الوفاء..فهو
حب بريء تدفق مسكا و ريحانا..حنانا و إحسانا..
وَالله مَا طَلَعَتْ شَمْسٌ
وَلَا غَرَبَتْ * إِلَّا وَ حُبُّكِ
مَتْرُوكٌ بِأَنْفَاسِي