«إِلَهِي: لو أردتَ
إهانتنا لم تهدنا، ولو أردتَ فضيحتنا لم تسترنا، فتم اللهم ما به بدأتنا، ولا تسلبنا
ما به أكرمتنا.
إِلَهِي: عرَّفتنا
بربوبيتك، وغرَّقتنا في بحار نعمتك، ودعوتنا إلى دار قدسك، ونعمتنا بذكرك وأنسك.
إِلَهِي: إن ظلمة
ظلمنا لأنفسنا قد عمَّتْ، وبحار الغفلة على قلوبنا قد طَمَّتْ؛ فالعجز شامل، والحصر
حاصل، والتسليم أسلم، وأنت بالحال أعلم
إِلَهِي: ما عصيناك
جهلا بعقابك، ولا تعرُّضًا لعذابك، ولا استخفافا بنظرك؛ ولكن سوَّلت لنا أنفسنا، وأعانتنا
شقوتنا، وغرَّنا سترك علينا، وأطمعنا في عفوك بِرُّك بنا؛ فالآن من عذابك من يستنقذنا؟!
وبحبل من نعتصم إن أنت قطعت حبلك عنا؟!
واخجلتنا من الوقوف
بين يديك!
وافضيحتنا إذا عرضت
أعمالنا القبيحة عليك!
اللهم اغفر لنا ما
علمت، ولا تهتك ما سترت.
إِلَهِي: إن كنا قد
عصيناك بجهل؛ فقد دعوناك بعقل، حيث علمنا أن لنا ربا يغفر ولا يبالي.
إِلَهِي: أنت أعلم
بالحال والشكوى، وأنت قادر على كشف البلوى.
اللهم يا من سترت
الزلات، وغفرت السيئات، أجرنا من مكرك، ووفقنا لشكرك.
إِلَهِي: أتحرق بالنار
وجه كان لك مصليا، ولسانا كان لك ذاكرا أو داعيا؟!
فارحم - اللهم - عبادا غرهم طول إمهالك، وأطمعهم
كثرة أفضالك، وذلوا لعزك وجلالك، ومدوا أكفهم لطلب نوالك، ولولا هدايتك لم يصلوا إلى
ذلك» خاتمة «فتح الباري بشرح صحيح
البخاري(13/661)»
0 التعليقات:
إرسال تعليق