(اقْرَأْهَا إِلَى أَخِرِهَا.... لِتَفْهَمَ مَعَانِيهَا)
إنَّ
مما تعودت عليه وألفته وآلفني..إذا رأيت أو سمعت ما يحزنني..يلبس قلبي لباس الأحزان
ويتدثر بدثار الأشجان، فينعقد لساني ولا ينطلق، والفؤاد يحترق ويحترق...
لقد
نزل بي هم كبير، وغم كثير، وحزن وفير..
فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً* عَلَى النَّحْرِ
حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي
لِمَا
حَدَثَ ويَحْدُثُ على أرض مصر..لكنَّ الذي آلمني وأحزنني وجرحني
أكثر
وأكبر أن يفرح ويسعد مُدَّعِي السَّلَفِيَّة= اللاَّسَلَفِيِّين بما يحدث لإخوانهم القتلى و الجرحى
والثكالى والأيامى واليتامى...
إخواننا
ظُلِمُوا.. ضُرِبُوا.. عُذِّبُوا..قُتِلُوا .. مُزِّقُوا.. بَلْ حُرِّقُوا...
اعلم
يا هذا ويا ذاك إذا لم يتحرك قلبك، ولا أقول دمعك، فاعلم أنك تحمل في صدرك: جُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ.
وقفات..وتنبيهات:
1/أيا مدّعي السّلفية!
اعلم أنّ إخوانك
في مصر الذين قتلوا ليس لأنهم مبتدعة (كما تراهم) لأن السيسي وأعوانه لا يطبقون شرع
ربك! وإنما كل هذه الحرب عليهم لأنهم رفعوا راية الإسلام (وإن كنا ولازلنا نخالفهم
في طريقهم ومنهجهم)..
فأعداؤهم وأعداؤكم من بني علمان حرقوا المصاحف والمساجد و
قتلوا الأبرياء وأراقوا الدماء...وطاماتهم كثيرة وعديدة: من دعوتهم للفجور والخمور
والتبرج والسفور، وأن الإسلام دين جاهلية ورجعية..فهل ترضى أن تؤيدهم والله يقول:﴿وَيَوْمَئِذٍ
يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾ ولم يقل: (بنصر أعداء الله).
2/أيا مدّعي السلفية!
ألم يمر عليك هذا الحديث؟! ألم تسمعه أذناك؟ ألم تره عيانك؟!!
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ
قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي سَفَرٍ فَانْطَلَقَ لِحَاجَتِهِ
فَرَأَيْنَا حُمَّرَةً مَعَهَا فَرْخَانِ فَأَخَذْنَا فَرْخَيْهَا فَجَاءَتِ الْحُمَّرَةُ
فَجَعَلَتْ تَفْرُشُ فَجَاءَ النَّبِي -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « مَنْ فَجَعَ
هَذِهِ بِوَلَدِهَا رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا ».
وَرَأَى قَرْيَةَ
نَمْلٍ قَدْ حَرَّقْنَاهَا فَقَالَ « مَنْ حَرَّقَ هَذِهِ ». قُلْنَا نَحْنُ. قَالَ
« إِنَّهُ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَذِّبَ بِالنَّارِ إِلاَّ رَبُّ النَّارِ »
ألا تقف وأنت حائر؟ لَمَّا تسمع عتاب الأصحاب على طائر..
ألا تقف وقفة متأمِّل؟
نهي الأصحاب على حرق قرية نمل..
فكيف بمن روّع و فجع، ومزق وحرق الصائمين القائمين الذاكرين
لرب العالمين؟!.
3/ أيا مدعي السلفية!
هل ابن باز مبتدع؟ وهل ابن تيمية مميع؟
إن مما لا شك فيه ولا ريب يعتريه أن العلامة ابن باز والأديب
سيد قطب رحمهما الله منهجهما مختلفان وطريقهما متباينان..ولكن ما هو حال الإمام ابن
باز رحمه الله لما وصله نبأ وفاته؟ هل فرح وسعد وغرّد؟ أم راسل برسالة تقطر نارا وكرها
وغيرة (كما وصفها من صاغها) وأضاف إليها رحمه الله قول الله تعالى:﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ
خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا
﴾ .
وختـــــــــاماً:
هذا الإمام ابن القيم السلفي يحدّث عن شيخه شيخ الإسلام ابن
تيمية السلفي فيقول:
»شيخ الإسلام
ابن تيمية قدس الله روحه: وكان بعض أصحابه الأكابر يقول : (وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه)
وما رأيته يدعو على
أحد منهم قط، وكان يدعو لهم، وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه، وأشدهم عداوة وأذى
له، فنهرني وتنكر لي واسترجع، ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال: إني لكم مكانه
ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ونحو هذا من الكلام فسروا
به ودعوا له وعظموا هذه الحال منه» [(مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين) (2/345)]
﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا
بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ
رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾
اللهم لين قلوبنا بالإيمان واجعلنا من أهل الجنان.
وصلى الله
على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
0 التعليقات:
إرسال تعليق