الثلاثاء، 18 ديسمبر 2012

دمـــــــــعة قــــلب


حل بعالمنا الإسلامي النكبات ، وأحاطت به الأزمات ، وعمَّت به المصيبات ، لبس ثوب الفتن ، وتجرَّع كأس المحن ، فخيراته نُهِبت ، ودماء أبنائه سُفِكت في العديد من بُلْدانه.....
فهاهي العراق، دم يراق، بلا فراق، دُمِّرَت فيها الحضارة، وحَلَّ بأهلها الدمار والخسارة، شُرِّد أهلها، يُتِّم أبناؤها....بل تقاتل أهلها ،  فتبدلت فرحتها أتراحا ، وبهجتها جراحا .
أما فلسطين أولى القبلتين ومسرى سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم فيملؤها الأنين بل حدث ويحدث فيها ما يندى له الجبين ، وأفضل مثال على ذلك ما حدث على أرض العزة غزة: تقتيل وتشريد ، تجويع وتهديد ، وغيرها من صنوف الطغيان التي يمارسها اليهود أذلهم الله وستظل هذه الأعمال عارا على جبين هذه الأمة الملعونة..
نعم خلَّفُوا أيامى ، قتلى ويتامى ، جرحى وثكالى  كان الله لهم، لم يفرِّقوا بين الصِّغار والكبار ولا النساء والرجال ، لم يرحموا الأطفال الرُّضَع والشيوخ الرُّكع، لم يرحموا المساجد، بل كم قتلوا فيها من راكع وساجد.
وهكذا إذا قلَّبْتَ نظرك في غيرها من بلدان العالم الإسلامي فهذه الصورة المرسومة ماهي إلا جزء صغير من لوحة فسيفسائية للعالم الإسلامي ملطخة بالدماء ودموع البكاء ...
أما من سلمت من متسلط محارب فلم تسلم من ابن عاق في البيت مشاغب ، أقبل ففكَّر  ثم ولى فكفَّر ، ثم أدبر ففجَّر وقال : إنَّ هذا قول معتبر وعليه الدليل والأثر ، فاختلطت الأوراق وزادت المصائب ، فتضاعفت لذلك المتاعب ، فصار الإرهاب شعار العديد من أبنائها، ففتنة الغلو في التكفير ، ولدت جريمة التدمير والتفجير ، فقتل الأبرياء ، وأريقت الدماء..
فإذا نظرت إلى مَنْ مَنَّ الله عليهم بالمنهج السَّوي والطريق النَّبوي ، فتجد الكثير منهم في تدابر وتهاجر ، خصام وتنافر ، سدد الله الجميع.
فكان العالم الإسلامي أشبه ما يكون، بسفينة خُرِّق العديد من أجزائها، وهي تسير في بحر كثير الأمواج، بل أمواج كالجبال، ومحاصر بالشِّباك والحبال، فكان لا بد من إيجاد بر الأمان، لتحل فيه بسلامة واطمئنان.






0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق