الاثنين، 27 فبراير 2012
الأربعاء، 15 فبراير 2012
قصة غالية عن صاحب همة عالية
قال العلامة محمد الامين الشنقيطي رحمه الله:
« جئت للشيخ في قراءتي عليه فشرح لي كما كان يشرح، ولكنه لم يشف ما في نفسي على ما تعودت، ولم يرو لي ظمئي، وقمت من عنده وأنا أجدني في حاجة إلى إزالة بعض اللبس، وإيضاح بعض المشكل، وكان الوقت ظهراً فأخذت الكتب والمراجع فطالعت حتى العصر فلم أفرغ من حاجتي، فعاودت حتى المغرب فلم أنته أيضاً، فأوقد لي خادمي أعواداً من الحطب أقرأ على ضوئها كعادة الطلاب، وواصلت المطالعة وأتناول الشاهي الأخضر كلما مللت أو كسلت، والخادم بجواري يوقد الضوء حتى انبثق الفجر وأنا في مجلسي لم أقم إلا لصلاة فرض أو تناول طعام، وإلى أن ارتفع النهار وقد فرغت من درسي وزال عني لبسي ووجدت هذا المحل من الدرس كغيره في الوضوح والفهم فتركت المطالعة ونمت، وأوصيت خادمي أن لا يوقظني لدرسي في ذلك اليوم اكتفاء بما حصلت عليه واستراحة من عناء سهر البارحة». مجلة الجامعة الإسلامية (بالمدينة النبوية) العدد23 ص20ـ56 .
الأحد، 12 فبراير 2012
كلام جميل من الإمام السيوطي رحمه الله في وصف القرآن الكريم
[وإن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها ،ودائرة شمسها ومطلعها، أودع فيه سبحانه وتعالى علم كل شيء، وأبان فيه كل هدي وغي، فترى كل ذي فن منه يستمد، وعليه يعتمد ،فالفقيه يستنبط منه الأحكام، ويستخرج حكم الحلال والحرام، والنحوي يبني منه قواعد إعرابه، ويرجع إليه في معرفة خطأ القول من صوابه، والبياني يهتدي به إلى حسن النظام، ويعتبر مسالك البلاغة في صوغ الكلام، وفيه من القصص والأخبار ما يذكر أولي الأبصار، ومن المواعظ والأمثال ما يزدجر به أولو الفكر والاعتبار، إلى غير ذلك من علوم لا يقدر قدرها إلا من علم حصرها ،هذا مع فصاحة لفظ وبلاغة أسلوب، تبهر العقول وتسلب القلوب، وإعجاز نظم لا يقدر عليه إلا علام الغيوب][ من مقدمة الإتقان في علوم القرآن للإمام السيوطي رحمه الله (1/9 ـ 10) ]
منأعمال شياطين الإنس
قال الإمام الجصاص رحمه الله: «حُكي أن امرأة أرادت إفساد ما بين زوجين، فصارت إلى الزوجة فقالت لها: إن زوجك معرض وقد سُحر، وهو مأخوذ عنك، وسأسحره لك حتى لا يريد غيرك ولا ينظر إلى سواك، ولكن لا بد أن تأخذي من شعر حلقه بالموسى ثلاث شعرات إذا نام، وتعطينيها فإن بها يتم الأمر، فاغترت المرأة بقولها وصدقتها، ثم ذهبت إلى الرجل وقالت له: إن امرأتك قد علقت رجلا وقد عزمت على قتلك، وقد وقفت على ذلك من أمرها، فأشفقت عليك ولزمني نصحك، فتيقَّظ ولا تغتر، فإنها عزت على ذلك بالموسى وستعرف ذلك منها فما في أمرها شك، فتناوم الرجل في بيته فلما ظنت امرأته أنه قد نام، عمدت إلى موسى حاد وهوت به لتحلق من حلقه ثلاث شعرات ففتح الرجل عينه فرآها وقد أهوت بالموسى إلى حلقه فلم يشك في أنها أرادت قتله، فقام إليها فقتلها وقتل» [أحكام القرآن (1/58)]
الجمعة، 10 فبراير 2012
إنها الوهابية
إن المتأمل بإنصاف ليرى أن الجواب على هذا السؤال قد تخبط الناس فيه خبط عشواء، فالكل يعرف كما يريد، وإن كان عن الحق بعيدا وفي جوابه غير سديد..
لقد أصبحت كلمة "الوهابية" كلمة عالمية استغلها أعداء السنة وأعداء الدين أيما استغلال، فقل جهدهم بذلك وكثرت منافعهم في نظرهم، خاصة وقد وجدوا من يخدمهم شعر بذلك أو لم يشعر ..
ولسان حالهم يقول: إذا أردت أن لا يقوم لشخص فضل، يكفيك أن تقول له: وهابي.
فإذا دعا إلى توحيد رب العالمين واتباع سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم قالوا: وهابي
فإذا قال بتحريم حلق اللحية وإسبال الثياب وشرب الدخان، قالوا: وهابي.
إذا قال:بتحريم الغناء ومصافحة النساء قالوا : وهابي.
وإذا دعا إلى ستر المرأة و المحافظة على عفتها و حجابها و جلبابها ونقابها قالوا: وهابي ... وهكذا إذا دعا الداعية إلى أي منقبة أو فضيلة قاموا يتهجمون عليه ونسوا: « بئس الزاد إلى المعاد، العدوان على العباد».
نسبوا إلى الوهاب خير عبادة * فيا حبذا نسبي إلى الوهاب
وفي الحقيقة فإن الناظر في هذه الأمور سوف يجد أن كلمة وهابي ما هي إلا تزكية وثناء، ولكن لا يعلمون، ولا يفقهون ويجهلون لأنهم جاهلون.
فإن كان تابع أحمد متوهبا فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا قبر له سبب من الأسباب
وبذلك فلا يضرنا غلط الغالطين ، ولا وهم الواهمين ، ولا تلبيس الملبسين، وسخط الساخطين .
فهذا الحق ليس به خفاء * فدعني من بنيات الطريق.