السبت، 25 يونيو 2011

شبهة: هل خرج الإمام محمد بن عبد الوهاب على الدولة العثمانية؟

الجواب:
إن الجواب عن هذه الشبهة في الحقيقة يكفي ذ كر كلام الإمام في تحريمه الخروج على أولاة الأمور ، ولكن للأسف نحن في عصر لا نقول أن بعضهم يصطاد في الماء العكر ، وإنما كما قال أحد الفضلاء : يعكرون الماء ليصطادوا فيه.
قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله :(الأصل الثالث : أن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا و لو كان عبدا حبشيا ، فبين النبي صلى الله عليه وسلم هذا بيان شائعا ذائعا بكل وجه من أنواع البيان  شرعا وقدرا ، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم فكيف العمل به؟) [الأصول الستة  ص8 ]
بل قرر رحمه الله أن من مسائل الجاهلية التي خالفها النبي صلى الله عليه سلم فيها مخالفة ولي الأمر وعدم النقياد له في الطاعة فقال :(الثالثة : أن مخالفة ولي الأمر وعدم النقياد له فضيلة والسمع الطاعة ذل ومهانة ، فخالفهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر بالصبر على جور الولاة ، وأمر بالسمع والطاعة لهم والنصيحة ، غلظ في لك وأبدى أعاد) [مسائل الجاهلية ص 12] 
 فها كلام واضح أن الإمام لا يجيز الخروج على الحكام لما فيه من مخالفة لأامر الله  ورسوله صلى الله عليه وسلم ، لما فيه من المفاسد لا يعلمها إلا الله ، نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.
من جهة أخرى فإن إقليم نجد الذي كان فيه الإمام محمد لم يشهد نفوذا عثمانيا، قال شيخنا العلامة صالح العبود حفظه الله:(لم تشهد نجد على العموم نفوذا للدولة العثمانية ، فما امتد إليها سلطانها ولا أتى إليها ولاة عثمانيون ، ولا جابت خلال ديارهم حامية تركية في الزمان الذي سبق ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب  رحمه الله  ، ومما يدل على هذه الحقيقة التاريخية استقراء تقسيمات الدولة العثمانية الإدارية فمن خلال رسالة تركية عنوانها< قوانين آل عثمان  در مضامين دفتر ديوان> يعني<قوانين آل عثمان فيما يتضمنه دفتر الديوان> ألفها يمين علي أفندي  الذي كان أمينا للدفتر الخاقاني سنة1018  الموافق1609  ونشرها ساطع الحصري ملحقا من ملاحق كتابه <البلاد العربية والدولة العثمانية >.
من خلال هذه الرسالة يتبين أنه منذ أوائل القرن الحادي عشر الهجري كانت دولة آل عثمان تنقسم إلى <32> إيالة  منها <14> إيالة عربية وبلاد نجد ليست منها .......) [عقيدة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية (1/40_41].
(ولعل السبب في ذلك يرجع إلى أن الدولة العثمانية لم يعنها كثيرا أن تخضع هذه المنطقة الداخلية لنفوذها ، لأنها لا ترى في ذلك فائدة تذكر نظرا لبعدها عن المناطق الاستراتيجية)[احتساب الشيخ محمد بن عبد الوهاب  ص27][ من كتابي تبصير أولي الألباب بحقيقة دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ص50]

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق