الأحد، 24 يوليو 2016

كتابي: حَلَاوَةُ الإِيمَان



إِنَّ مَنْزِلَة الإِيمَان مَنْزِلَةٌ عَالِيَة، وَمَكَانَةٌ غَالِيَة، لَا تَخْفَى عَلَى المُسْلِمِين، وَلَا تُجْهَل عِنْدَ المُؤْمِنِين، فَهُوَ أجلُّ العُلُومِ وَأَنْفَعِهَا، وَأَكْرَمِ المَقَاصِدِ وَأَرْفَعِهَا.
وَمَا أَرْسَلَ الله سُبْحَانَهُ الرُّسُلَ ۏ، وَأَنْزَلَ الكُتُبَ إِلَّا لِبَيَانِه وَتَوْضِيحِه وَتَرْسِيخِه؛ بِهِ سَعَادَةُ العَبْدِ فِي الدُّنْيَا الفَانِيَةَ، وَفِي الآخِرَةِ البَاقِيَة، وَبهِ يَنَالُ العَبْدُ رِضَا الرَّحْمَن، وَيَنْجُو بِفَضْلِهِ مِنَ النِّيرَان،  وَيَظْفَرُ بِالدُّخُولِ إِلَى الجِنَان،  ثِمَارُ شَجَرَتِهِ يَانِعَة، وَفَوَائِدُهُ مَاتِعَة.
وَقَدْ وَفَّق الله سُبْحَانَه وَتَعَالَى كَثِيرًا مِنْ أَهْلِ العِلْم إِلَى الكِتَابَةِ وَالتَّأْلِيف فِي هَذَا المَوْضُوع الكَبِير العَظِيم  ـ وَهُوَ الإِيمْان ـ بِبَيَانِ أَرْكَانِه وَشُعَبِهِ، نَوَاقِصِه وَنَوَاقِضِه، وَغَيْرَ ذَلِك.
فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَفِيدَ مِنْ عِلْمِهِم وَمَا كَتَبُوهُ وَسَطَّرُوه، لَاسِيَمَا شَيْخ الإِسْلَام ابْن تَيْمِيَّة وَتِلْمِيذه الإِمَام ابْن القَيِّم، وَالعَلَّامة السّعدي رَحْمَةُ الله عَلَى الجَمِيع.
فَكَانَتْ هَذِهِ الرِّسَالَة المُتَوَاضِعَة الصَّغِيرَة فِي مَوْضُوعٍ تَكَرَّرَ ذِكْرُهُ فِي أَحَادِيثَ عَدِيدَة مِنْ أَحَادِيثِ رَسُولِ الله ﷺ، وَهُوَ حَلَاوَةُ الإِيمَان.
وَلَقَدْ تَرَدَّدتُ كَثِيرًا قَبْلَ كِتَابَتِهَا لِمَا أَعْلَمُ مِنْ قِلَّة زَادِي وَضُعْفِي وَتقْصِيرِي مِنْ جِهَة، وَأَهَميَّة المَوْضُوع مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، وَالله المُسْتَعَان وَعَلَيْهِ التُّكْلَان، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِه.
 فَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ صَوَابٍ فَمِنَ الله وَحْدَه، وَمَا كَانَ فِيهِ مِنْ خَطَأ فَمِنِّي وَمِنَ الشَّيْطَان، وَالله بَرِيءٌ مِنْهُ وُرُسُولُه ﷺ وَبِالله التَّوْفِيق.
مُحِبُّكُم فِي الله
أَبُو عَبْدِ العَزِيزِمُنِير الجَزَائِرِيّ

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
© 2009/ 11/25 *هذا القالب من تصميمى * ورود الحق