هذا نداء حاني إلى كل إخواني: ﴿فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ ﴾
إلى المجتهد في الطاعات في مختلف الأوقات ثبتك الله حتى الممات، هنيئا لك على جدك و اجتهادك، واحمد الله على توفيقك..حقا أنت مفخرة الإسلام: جمعت بين الصيام والقيام، والإطعام وإفشاء السلام، وجميل الكلام، ومع كل هذا الإحسان، وكثرة الخطى إلى بيوت الرحمن لم يغرّك عملك ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ﴾
بل شعرت بالسكينة والراحة والطمأنينة ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
الله أكبر، كان رمضان مضمارا يتنافس فيه المتنافسون، ويتسابق فيه المتسابقون، كم من أكف ضارعة رفعت، ودموع ساخنة ذرفت، وعبرات حرى سُكِبَت.
فإذا كنت أنت الأول في السباق المرتقي للعلياء، فكيف لا أجعلك الأول في النداء....
إلى من فتح صفحة جديدة في رمضان، يا من كان هاجرا للقرآن هاهو يختمه مرات وكرات في رمضان، يا من كان لا يصلي في المساجد كم رأيناك في هذا الشهر وأنت راكع ساجد، هنيئا لك تطليقك طريق الأشرار، والتحاقك بدرب الأخيار، هنيئا لك التوبة من العزيز الغفار واسمع لهذه البشرى ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾
وهذه بشرى من النبي الحبيب إليك أخي الحبيب..
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ »
زودك الله التقوى، وغفر ذنبك وستر عيبك وأنار دربك وثبَّت سيرك..
إلى من غرق في بحر الشهوات، إلى أسير المعاصي والشهوات، إلى متى؟ إلى متى؟
أيها القائم على سوق الشهوات في سوق الشبهات ناسيا سوق المُلِمَات إلى ساقي الممات، إلى كم مع الخطأ بالخطوات إلى الخطيئات، كم عاينت حيا فارق حيا وكفًّا كُفَّتْ بالكِفَاتِ
ما أقل اعتبارنا بالزمان* وأشد اغترارنا بالأماني
وقفات على غرور وأقدام * على مزلق من الحدَثان
في حروب من الردى وكأنا * اليوم في هدنة مع الأزمان
وكفانا مذكرا بالمنايا * علمنا أننا من الحيوان
يا عاصيا بالأمس أين الالتذاذ، يا مطالبا بالجرم أين المعاذ؟ يا متمسكا بالدنيا حبلها جذاذ ما راعت من راعت من المحبين ولا الشذاذ، ،تذكر ضمة ما نجا منها سعد بن معاذ، ألا يلين القلب أصخر أم فولاذ؟ تدعي العجز عن الطاعة وفي المعاصي أستاذ..
كم فقدت من قريب، وكم دفنت من حبيب، ولكن تذكر أن الموت أمرٌ كُبَّار وكأسٌ يُدار، يخرجُ بصاحبه إلى الجنةِ أو إلى النار، ﴿قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِى وُكّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبّكُمْ تُرْجَعُونَ﴾
يا من شاب وما تاب أموقن أنت أم مرتاب من آمن بالسؤال أعد الجواب.
فخذ للسير أهبته وبادر * وجود جمع رحلك للذهاب
فقد جد الرحيل وأنت ممن* يسير على مقدمة الرُكّاب.
فارجع إلى ربك اليوم قبل الغد، فباب التوبة مفتوح مالم يأتي الأجل، ﴿حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ *لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ﴾
فليكن لسان حالك كقول القائل:
يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة ……فلقد علمت بأن عفوك أعظم
إن كان لا يرجوك إلا محسن……فبمن يلوذ ويستجير الآثم
ربي دعوتك ما أمرت تضرعا……فإن رددت يدي فمن ذا يرحم
ما لي إليك وسيلة إلا الرجا……وجميل عفوك ثم إني مسلم
فمن يا ليس لي منه مجير……بعفوك من عذابك أستجير
أنا العبد المقر بكل ذنب …… وأنت السيد المولى الغفور
فإن عذبتني فبسوء فعلي……وإن تغفر فأنت به جدير
أفر إليك منك وأين إلا……إليك يفر منك المستجير
0 التعليقات:
إرسال تعليق